في (20 مارس 2013م) الرئيس الأمريكي يقوم بزيارة الدولة الإسرائيلية ويعلن أن التحالف بين أمريكا وإسرائيل تحالف أزلي وعلى إسرائيل تقديم التنازلات للفلسطينيين في مفاوضات الحل النهائي المتعثر منذ عشر سنوات, في حين يعلن الرئيس الإسرائيلي أنه مع الحل السياسي للقضية الفلسطينية, مؤكدا إيمانه بمعاناة الفلسطينيين وحقهم بالعيش في دولة قابلة للتعايش مع إسرائيل.
ليس المهم في الأمر الموقفين الأمريكي والإسرائيلي - ولكن الموقف الفلسطيني من الزيارة, وكيف كان الرد الفلسطيني على الموقفين الأمريكي والإسرائيلي؟ .. فقد رد الفلسطينيين بشكل يدعو إلى الغرابة حيث خرج قادة حماس ومليشياتها وصقورها بمظاهرة في قطاع غزة متنقلين في شوارعها وأزقتها وتلك المليشيات ملثمين ومدججين بالأسلحة مستعرضين قوتهم وأشكالهم أشبه بسلاحف النينجا .
والملفت في الأمر أن زعماء وأمراء تلك المليشيات يعلنون دونما حياء أمام شاشات التلفزة عن رفضهم الدعوة إلى التفاوض معبرين عن غضبهم الشديد من خلال القيام بإحراق العلم الأمريكي ومليشياتهم تردد وبصوت جهوري (الله أكبر) معتقدين أنهم بفعلتهم تلك هزموا أعداءهم.
كم هو عجيب أمر تلك الجماعة ففي الوقت الذي يقر فيه عدوهم بأحقيتهم في العيش في دولة فلسطينية مستقلة قابلة للتعايش السلمي – نجدهم وبدلا من التقاط هذه الفرصة وبحضور الرئيس الأمريكي ليعلنوا استعدادهم للتفاوض لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني - يعلنون الرفض ليؤكدوا للمجتمع الدولي أنهم هم وحدهم يتحملون مسئولية استمرار تلك المعاناة وإنهم ضد السلام .. كما يؤكدون وان بشكل غير مباشر استمرارهم في تضليل الرأي العام العربي والإسلامي بأن هزيمة إسرائيل آتية عبر رفع الشعارات التي تدغدغ مشاعر البسطاء لا البحث عن ضوء في نهاية النفق مهما كان خافتا .
سؤال يطرحه موقف جماعة حماس وقادتها من الدعوة للسلام في الشرق الأوسط – مفاده هل هذه القيادة فعلا تحس بمعاناة الفلسطينيين وتريد حلا حقيقيا لمعاناتهم؟ ام ان شعارها المرفوع وهو الالتزام بخط المقاومة يوفر لها امتيازات ومكاسب واستمرارية ومبررات للبقاء؟ وهل قيام الدولة الفلسطينية عبر المفاوضات يقلل من استمرار قبضتها الحديدية على قطاع غزة ويجفف منابع وكمية الأموال الهائلة المتدفقة لزعمائها؟!!.