للمجلس الانتقالي اخطاء وتجاوزات وهذا طبيعي خاصة في ظل وضع كهذا الذي تمر فيه البلاد ولكن يظل المكون الجنوبي الوحيد الذي استطاع فرض نفسه كقوة لا يستطع احد تجاوزها بين القوى اليمنية. برز الانتقالي وشق طريقه بصورة اخرى غير الطرق التي سلكتها مكونات جنوبية اخرى واصبح قوة جنوبية لها حضورها على المستوى الاقليمي واستطاع اظهار القضية الجنوبية واصبحت تناقش على طاولات دول العالم والتقى قياداته بابرز قادات العرب كما استقبلتهم اكبر الدول الاوربية وهذا لم يحصل من قبل كما لم تستطع المكونات الاخرى الحصول عليه. وحده الانتقالي من يستشعر الخطر على الاراضي الجنوبية ووحده من يدفع بقواته ويفاوض وينتظر منه الشعب التحرك اذا داهم الخطر اي منطقة جنوبية. خاضت قوات الانتقالي"الاحزمة والنخب"المعارك وحدها حين سقطت المدن بأيدي الجماعات الارهابية وسقط المئات من جنوده في جبال ابين ووديان شبوة وشعاب يافع وغيرها وسط صمت للمكونات الاخرى . كيف لا يقف المواطن الى جانب الانتقالي وهو من دفع بقواته الى الضالع لكسر التمدد الحوثي ورفد ثرة بابين حين حاولت الجماعة الموالية لطهران التقدم نحو لودر وصد جنوده اشرس هجوم للمليشيات الحوثية في حدود يافع. لسنا في ظل دولة واحدة والجميع يشاهد كيف يبني الاخوان الجيش الخاص بهم في ماربوتعز وكيف يرتب "طارق" قواته في الساحل الغربي دون اي معارك مع الجماعة الحوثية ولا يريد احد خسارة قواته بل كلا يبحث عن ذلك اليوم الذي يتفاوض فيه الجميع ومن لديه قوة على الارض سيكسب الكثير وهم يدركون ذلك ويحضرون له. قوات لا تتبع هادي "اصلاحية في تعزومارب تفرض قوة الحزب واخرى مؤتمرية في الساحل الغربي تسعى لاعادة السلطة لبيت "عفاش" وثالثة حوثية تسيطر على مناطق واسعة ويسعى الجميع للتفاوض معها وتتلقى الوعود بالحصول على النصيب الاكبر من اي حل للازمة في البلد. كان لازاما وجود قوة جنوبية رادعة لتلك القوى التي سبق وخاضت جميعها حروب مع الجنوب ولا تنظر له سوى بأنه تلك الغنيمة التي يجب ان تكون لنا وتحت سيطرتنا . قد نختلف ونتفق مع الانتقالي ولكن يظل القوة الجنوبية الوحيدة التي تتصدى للمؤامرات الاخوانية العفاشية الحوثية دون غيره فالتظاهرات ورفع الاعلام لن يأتي بشيء ولن تمنعهم من السيطرة على الاراضي الجنوبية. للمكونات الاخرى اتركوا الانتقالي يعمل وقدموا انتم مشاريعكم فمن المعيب ان تكونوا اكثر من يهاجمه ويسعى ولاسقاطه وتتركون القوى اليمنية بل وتتحالفون معها كما نرى من البعض. لا عيب في التحالف مع اي دولة للحصول على حقوقك وقد قالها الشاعر ذات يوم"وان جت بريطانيا رحبنا بها وان جاء اليهودي مرحبا به مرتين" فالجميع لديه حلفاء خارجيين وبدون ذلك لن تستطع الصمود امام كل المؤامرات . ضغط المجلس وقوته ووجوده على الارض كقوة لها حضورها ونجاحه في الحرب ضد الارهاب ومليشيات ايران وضعه كأحد المكونات التي ستكون مشاركة في مفاوضات الحل النهائي في البلد وكانت تلك احد ابرز نجاحات المجلس خاصة وان الاحزاب اليمنية قد رفضت ذلك الا ان الحلفاء السعوديون فرضوا ذلك وهم يعرفون من هو المجلس وماذا قدم. اتركوا الجميع يعمل لاجل الجنوب ومن سيأتي بشيء لنا كشعب سنرفعه فوق رؤوسنا. #محمد_الحنشي