عدن تحتضر، عدن تموت من العطش، عدن التي كانت تغتسل بالمياه العذبة في كل وقت، وحين، اليوم لا تجد ما تبل به ريقها، عدن أعلنت الصوم، فالمواطن يعاني من شحة المياه، فالمنصورة تشكو، وخورمكسر تئن، والشيخ تتألم، وقد رأيت المعاناة لأم عيني من خلال الواقع المعاش رأيت سكان خور مكسر حي اللواء السادس وهم يتابعون مواقع وجود المياه، فهذا يتابعها في المساجد، وذاك، يحفر تحت الأرض ليصل إليها، وبصعوبة. خورمكسر المدينة العصرية، مدينة الحي السياسي، الأحياء الراقية، ومدينة حي السفارات، وأحياء الكليات، والمعاهد، والمستشفيات، وديوان الجامعة، ومقر الوزارات، والألوية العسكرية، ومدينة المطار، فهل تصدقون أنها بلا ماء؟ أتصدقون أن طرقاتها تعبانة؟ ولا تصلح لمدينة تحمل كل هذه المواصفات. حي اللواء السادس بمدينة خور مكسر يعاني سكانه من انقطاعات مستمرة للمياه، وكأن هذا الحي لا يعني السلطة المحلية، وكأنه خارج حسابات إدارة المياه بالمديرية، والمحافظة. نصحو كل صباح يوم لمتابعة المياه، فهذا يحفر، وذاك يحمل عدته نحو المسجد، وآخر يلعن من كان السبب في هذا التدهور للخدمات. أخيراً نداء استغاثة للقائمين على أمر المياه في عدن عامة، وخور مكسر خاصة، وحي اللواء السادس على وجه الخصوص، أنقذونا من شحة المياه، وانعدامها، أنقذوا المواطن من البهذلة، أنقذوا المواطن مما يعانيه، فالمياه مقطوعة، فمن يعيدها؟ من يعيد لنا الحياة؟