منذ زمن ليس ببعيد كنا نسافر من م/ كرش الحدود الشمالية الغربية للجنوب وحتى نصل إلى محافظة عدن نقطع خلالها مسافة تراوح 80 كيلو متر ومع أن الخط الرئيسي كان مزدحماً بسيارات النقل وباصات الأجرة القادمة من المحافظات الشمالية ذهاباً وإياباً إلّا أننا نلاحظ ندرةً في إنشاء المحطات النفطية على جوانب الطرقات وكانت فارق المسافة بين محطة وأخرى تتعدأ عشرين كيلو متر على أقل تقدير ومع ذالك لم نلحظ وقتها إنعداماً للمشتقات النفطية أو وقوف السيارات في طوابير طويلة على امتداد الطرقات وبجانب المحطات كما هو حالنا اليوم . ما الذي تغير ومن أين ظهر لنا رجال الأعمال ورؤوس الأموال فجأةً ليتسابق جميعهم لإقامة وبناء محطات بالجملة حتى أضحينا نشاهد بإعيننا تلاصق المحطات بعضها ببعض على طول الخط من كرش مروراً بمديرية المسيمير وحتى مدينة العند م/تبن . مع أن الخط الإسفلتي مقطوع عن محافظة تعز منذ سنوات ولا يجد المواطن سيارات المواصلات إلّا نادراً !! ومع ذاك أزمة المشتقات النفطية خانقة والأسواق السوداء منتشرة ورائجة ،ظاهرة التهريب نحو المحافظات الشمالية أصبحت متلازمة وحُمى مستعرة لدئ الكثير من اصحاب الأنفس الجشعة ... هل تساءل أحدنا من أين أمتلكوا رؤوس الأموال فجأةً حتى يمتلكوا القدرة على إنشاء مشروع بناء المحطة المكلفة والباهظة ؟ هل نزلت عليهم ليلة القدر ،أم حصلوا على الكنوز الثمينة، أم أنهم مجرد واجهات في الصورة وأن المُلّاك الحقيقيون لتلك المحطات هم بعض المسئولين الذي إمتلأت كروشهم وخزائنهم من أموال التحالف وسرقتهم لرواتب العسكر والموظفين،،أم أنهم مجرد وكلأ لتجار في مناطق الشمال يغرونهم ببعض الفتات ثم يحصلون عبرهم على شفط مخصصات المحافظات الجنوبية من المشتقات النفطية فيترتب على إثر ذالك حدوث أزمات خانقة وإرتفاع البترول والديزل والغاز في محافظات الجنوب ويجعلوا المواطن تحت رحمة الباعة المنتشرين في الأسواق السوداء ، وما يزعجناء أكثر هو عدم إكتراث الجهات المسئولة للإمر سواءً في السلطات المحلية في المديريات أو المحافظات ، وعدم إكتراث قيادة المنطقة العسكرية الرابعة لمناشدات المواطنين بإيقاف هذا العبث الممنهج بحق المواطن ،،حتى قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي غضت الطرف عن تلك الممارسات مع أن لها وجود على الأرض يتمثل بمعسكرات الأحزمة الأمنية وألوية الصاعقة المتواجدة ظمن الإطار الجغرافي للمديريتين الحدوديتين لمحافظة تعز! فهل وراء ذالك الفعل دولة عميقة مرتبطة بحال من الأحوال مع المليشيات الحوثية أم انها عصابات مافيا متغلغلة بالمؤسسة العسكرية والأمنية وبين دهاليز الأروقة السياسية . عندما تُصبح الوطنية مصدر دخل يكثر الوطنيين..