عن ثانوية جواس سأتحدث ، سميت بهذا الاسم نسبة الى الشهيد عمر علي جواس وتأسست تقريباً في عام 1973 م بمبناها المعروف الآن ، كانت حاضنة لجميع طلاب وطالبات المديرية ومديريات مجاورة أخرى ، حيث لفت نظري وتفكيري لكتابة منشوري هذا هو وضعها الراهن الذي يحزن له القلب ويندى له الجبين ، فتركت أناملي حرة طليقة تضغط على زر جوالي وتكتب عن هذا الصرح التعليمي العظيم . فما أجمل ان نستعيد الذكريات فيها ونتذكر ماضيها التليد أو ان نمد لها يد العون والاهتمام كمثل الانشطة والفعاليات في الآونة الاخيرة التي لفتت أنظار الجميع في ثانوية جواس محافظة أبين مديرية مودية فعالية رد الجميل التربوي والتعليمي من قبل دفعة عام 88 م فهذه تعتبر لفتة كريمة لأعضاء تلك الدفعة التي عبروا فيها عن صدق مشاعرهم الفياضة وجريان دموع أعينهم تجاه هذا الصرح الذي طالما في الماضي نهلوا من يانبيع علمه ومعرفته ونتيجة لهذا النشاط بدأوا الآخرون يعيدون النظر ويستشعرون مدى أهمية ذلك الصرح لهم ولابنائهم . أما الفعالية الأخرى التي لاتقل عن نظيرتها بل تفوقها ، وهي أرشفة نتائج الطلاب ، حوالي إحدى وعشرون ألف طالب وطالبة وألف وأربعمائة وثيقة من عام 1962 إلى 2019 م في الجانب الإليكتروني الذي لاغنى لنا عنه لا سيما في ذلك العصر الحديث الذي يكاد ان تكون جميع الأعمال فيه تميل إلى الطابع الإلكتروني . حيث تعتبر هذه جهود جبارة وأعمال متميزة تعمل على المحافظة على ذلك الصرح . فإذا عادت بنا عجلة الماضي إلى الخلف وأمعنا النظر والتأمل في كيفية أداء ذلك الصرح بل وآلية سير العمل فيه في أعوام الثمانينات حتى منتصف التسعينات لرأينا جامعة مصغرة وكتلة من النشاط والحيوية المفعمة كخلية نحل جيدة ، كيف لا ومعلمون هذا الصرح أردنيون وسوريون ومصريون وفلسطينيون وسودانيون وعراقيون يحملون شتى العلوم والمعارف على عاتقهم ليوصلونه إلى طلابنا وطالباتنا ، أما إداراته فقد تربع على كرسي إداراته نخبة من كفاءات تربوية جيدة عملت على تفعيل ذلك الصرح بما فيها القسم الداخلي الذي يحوي ويؤي طلاب المناطق البعيدة من مأكل ومشرب ومسكن لهم حتى يتمكنون من دراستهم على أكمل وجه . فما هو المانع والسبب الغير مخفي علينا ولكن نضعه أمام أعينكم لتعرفوا لماذا لا يسير العمل في ثانوية جواس كسير العمل في ثانوية مودية للبنان ، أم ان الكادر التربوي والتعليمي النسوي أفضل بكثير من الكادر الاخر ، أم ان أسباب تعثر سير العمل في هذا الصرح التعليمي العريق يرجع إلى الهيئة التعليمية نفسها أو الإدارات المدرسية أو الإدارات التعليمية بمديرية مودية ، فهذا صرح يجب ان يصان ويحافظ عليه مثل اللؤلؤة المصونة كيف لا وهو بمثابة الأم التي قدمت كثير من العطاء والابداع لكثير من الطلاب الذين تتلمذوا فيها لتخدم هذا المجتمع .