من الواضح أن مايحدث اليوم من صراعات جهوية ومناطقية وعرقية ومذهبية في كثير من دول العالم الثالث لاتذهب بعيدآ في معظمها عن صراعات سياسية لقوى كبرى تنضوي تحت صراعات المصالح الإقتصادية للشركات والكتل الإقتصادية العملاقة التي تغذي تلك النزاعات وفقآ لمصالحها وتنظيراتها الإقتصادية غير عآبئة بمصير الشعوب ومستقبلها ضاربة عرض الحآئط بجميع القوانين الدولية وحقوق الإنسان في السلم والحرية والعيش الكريم. وعلى المستوى المحلي وبعد التمدد الحوثي وسقوط الجوف ومعظم مأرب على طريق السقوط الكامل لمعظم محافظات الشمال تماشيآ مع المخططات الجهنمية التي تنفذ بدقة شديدة لتحقيق أهداف بعيدة المدى لامناص من تحقيقها رغم المراوغات والتمويه واللعب بعامل الوقت والنفس الطويل . ربما يستمر التمدد الحوثي تجاه الجنوب وعلى الأرجح أن هذا التمدد المدعوم سيحقق الكثير من الأهداف بما يمكنه من القضاء التام على القوات الإخوانية في الجنوب على غرار ماتم في مأربوالجوف بتسليم جميع المعسكرات والألوية بجميع عتادها والرضوخ للأمر الواقع الجديد بالموالاة الإجبارية حينآ والطوعية حينآ آخر. السؤال الذي يطرح نفسه في إعتقادي ماهو موقف القوات الجنوبية من هذه المتغيرات الجديدة التي ظهرت على السطح مؤخرآ؟ وهل سيحارب الجنوبيون التمدد الحوثي تجاه الجنوب؟ فإن فعلوا ذلك فهم سيقفون جنبآ إلى جنب مع عدوهم الأخطر ممثلآ بالإخوان الذي إجتاح بعض محافظات الجنوب عسكريآ بإسم الشرعية وإرتكب بحق الجنوبيين أبشع الجرآئم ومارس بحقهم كل المظالم. أم أن الجنوبيون سيتركون الحوثيين يجتاحون أرضهم بإعتبارهم أقل خطرآ نكاية بعدوهم اللدود حزب الإخوان المسلمين؟ أم أن الجنوبيين سيتركون الحوثي حتى يبتلع الإخوان المسلمين بطريقة أو بأخرى ومن ثم سيتم التعامل معه بالحرب أو بالسلم لإخراجه من الجنوب وفقآ لتفاهمات ومفاوضات دولية ترعاها الدول صاحبة المخطط الجهنمي الرهيب؟ لن يقضي على الفكر الأيدلوجي الإخواني إلا فكرآ أيدولوجيآ نقيضآ ممثلآ في الحركة الحوثية التي أجتثته من جذوره كما حدث في الشمال. ماهو الدور الحقيقي الذي سيلعبه التحالف العربي بعد الأحداث والمسجدات الجديدة التي مكنت الحوثي من إسقاط معقل الإخوان والشرعية؟ فهل التحالف العربي يتماشى مع المخطط المرسوم أم يقف على النقيض منه وكل مايجري خارج إرادته أو ربما خارج إرادة بعض دوله ورضى البعض؟ . من يدري؟ فالأيام حبلى بالمتغيرات والمفاجاءت ولعلها الأيام وحدها من تجيب على كل الإستفسارات وتكشف كل الأسرار والغموض!! فرج الداحمة الثلاثاء 4/2/2020