من المعروف أن الدول الكبرى الفاعلة وصاحبة المصالح والنفوذ والكتل الإقتصادية الكبيرة هي التي تتحكم في مصير الشعوب الفقيرة وفي قضاياها الوطنية ومصيرها السياسي. إن خروج الحركة الحوثية من جحور وكهوف مران لم يكن محظ صدفة أو بجهود فردية وذاتية من جماعة الحوثي التي كادت أن تنتهي إبان الحروب الستة عليها من نظام صالح لولا الإهتمام والرعاية والدعم الغربي بطريقة أو بأخرى لتلك الجماعة الحوثية والتي أدت إلى سقوط صنعاء بأيديها وتدمير كل المراكز والمجمعات العلمية السنية والسلفية التي كانت في طول البلاد وعرضها حيث كانت تشكل خطرآ على المصالح الأمريكية البريطانية والمصالح الغربية بشكل عام وماتلك إلا إحدى الأهداف الإستراتيجية من دعم ذلك المشروع الذي يخدم المصالح والتوجهات السياسية للدول الكبرى في هذه المنطقة الحساسة من الناحية الإستراتيجية والإقتصادية والعسكرية. وبالفعل وجد الغرب ضالته وساعد الحوثي في السيطرة على الشمال والقضاء على نظام صالح المتقلب وغير المأمون وسقِطت المحافظات والمدن الشمالية واحدة تلو الأخرى بترحيب شعبي مبطن رغبة في إبتزاز التحالف العربي وعدم خسران المصالح منه حيث جمعوا بين متضادين ببراعة شديدة. إن سقوط الجوف ومأرب في يد الحوثيين هو أمر مدعوم ومتكتك له سلفآ ضمن المخطط الذي بموجبه يحكم الحوثي الشمال ويحكم الجنوبيون أرضهم بعد مفاوضات ثنائية ترعاها الأممالمتحدة يتوافق على نتائجها الجنوب والشمال. الساحل الغربي مازال خارج السيطرة الحوثية في إشارة خفية ربما يكون له وضعآ محليآ أو إقليميآ أو دوليآ خاصآ مما يدل على عدم الثقة المستقبلية في المشروع الحوثي الغير مأمون أيضآ لما يحمله من مشروع طآئفي ربما يطعن المصالح الغربية في الخاصرة عندما تختلف المصالح ويصدق العداء مع أمريكا كون الشمال ربما يغلب عليه النفوذ الإمريكي بعكس ما ترفع الحركة الحوثيه من شعارات مغلوطة. لامفر من المواجهة بين الإخوان وبين الحركة الحوثية وبالتالي النهاية الحتمية للترسانة العسكرية والألوية والمسلحة الإخوانية بحروب تستنزف فيها كل طاقاتهم البشرية والمادية والعسكرية بعد وقوعهم بين فكي كماشة ممثلة بالحوثيين شمالآ والقوات الجنوبية جنوبآ وصولآ إلى النهاية الفعلية والمصير المحتوم. وربما تلجأ القوات الشمالية شرعية وإخوانية بالموالاة الظاهرية والباطنية للقوات الحوثية والإنضواء تحت رايتها وبهذه الطريقة سينتهي الأمر إلى ذوبان الفكر الإيدولوجي الإخواني وثقله العسكري في الحركة الحوثية الشيعية التي تقف على النقيض منه بل ومن أولويات مشروعها السياسي والفكري القضاء عليه ورميه في مزبلة التاريخ. وبالموالاة الإخوانية للحركة الحوثية والمشروع المدعوم أمريكيآ وإيرانيآ يصبح التحالف العربي مجبرآ بمحاربة التواجد الموالي للحوثية في الجنوب بدعم القوات الجنوبية الباحثة عن وطنها المسلوب وربما بتدخلات مباشرة من قوات التحالف العربي سعيآ لتخليص الجنوب من براثن ايران وعملآؤها وبمساندة صاحبة الحق التاريخي في الجنوب كإحدى مستعمراتها المعترف بها دوليا تأخذ بريطانيا مكانها السياسي والإقتصادي والعسكري في المنطقة وفي الجنوب خصوصآ كحق تاريخي جنبآ إلى جنب مع أمريكا التي تعتبر الشمال حقآ مستحدثآ تتحكم به المصالح الأمريكية مع الإحتفاظ بحق إيران عبر السياسة الإمريكية بما يضمن تحجيم مشروعها الطائفي وتأمين مصالح وحدود دول التحالف العربي جنوبآ وشمالآ على أن يبقى مفتاح السلم والحرب بيد الدول الكبرى آنفة الذكر بما يوفر لهما التحكم بالوضع السياسي والإقتصادي في المنطقة عمومآ كنوع من الإبتزاز.