بعد مرور أعوام من الهجران لأحد أقدم الملاعب الرياضية على مستوى اليمن بشكل عام وعدن بشكل خاص، تذب الحياة إلى شريان ملعب الشهيد الحبيشي بالعاصمة عدن من جديد والذي شهد على أبرز المنافسات والملاحم الكروية منذ أربعينيات القرن الماضي، وسطر على أرضيته أروع المشاهد الفنية لنجوم سطعوا على سماء الساحرة المستديرة، ليمثلوا بعد ذلك منتخبات الوطن بمختلف فئاته السنية ويشهدوا العالم أجمع أن ملعب الحبيشي أستطاع إخراج كوكبة من عمالقة اللعبة، ليبهروا المتابعين حول العالم بأساليبهم الإحترافية ولمساتهم الإبداعية وتكتيكاتهم الفنية. أجيال تلتها أجيال وملعب الحبيشي بمدينة كريتر في العاصمة عدن يحتضن كل المبدعين الكرويين ويشهد على بزوغ نجوم في كل مرحلة من مراحل العمر ليجدوه وفياً لهم ومتحملاً عوامل التعرية لإبراز مواهبهم في مداعبة ساحرة القلوب وسالبة العقول.
ها نحن بصدد مشاهدة الأيقونة الرياضية وأحد معالم عدن التاريخية والمسرح الكروي يعود للواجهة مرة أخرى بحلته الجديدة وزينته الأخاذة، مرت أعوام وملعب الحبيشي يعتريه الصمت ويهجره الصخب، فأقدم أحد نجومه الذين شهد الملعب على تألقه لاعباً ومدرباً وخبيراً كروياً وقائداً إدارياً، ليقضي بعضاً من دَين الملعب عليه، ويرد الوفاء بالوفاء ويعمل جاهداً لأجل أن يتم إعادة تأهيل الحبيشي، وذلك في حقبة د. عزام خليفة، التي تقلد فيها هرم الرياضة بالعاصمة عدن كمديراً عاماً لمكتب الشباب والرياضة.
وبعد تلك الجهود الفاعلة والتي تكللت بوضع حجر الأساس لإعادة تأهيل الملعب من قبل رئيس الوزراء السابق، ليسعى بعد ذلك وبإشراف مباشر معالي الوزير نايف البكري، بعمل جبار لتذليل الصعاب وتوجيه الجميع لإنجاز المهام وتقديم المقترحات المناسبة والتركيز المستمر لتكملة إعادة تأهيل ملعب الحبيشي، وجعل موظفي وزارة الشباب والرياضة يعملون كخلية نحل واحدة، متجاوزين عراقيل جسيمة وذلك لما لمسوه من وزيرهم حرصه الشديد على إتمام تجهيزات ملعب الحبيشي، ليشهد أبناء عدن والوطن بأكمله على لؤلؤتهم المكنونة وجوهرتهم الثمينة بالظهور بأبهى حُلة وأجمل صورة، ليعاود ملعب الحبيشي مهمته السابقة في احتضان المواهب وتخريج النجوم، ويدوي صخب الجماهير العاشقة لكرة القدم أرجاء البلاد.
