قرعت لؤلؤة القضاء العدني صباح هذا اليوم؛ ناقوس تطهير الدعوى لديها من الأخطاء الإجرائية والموضوعية التي تعمدها محترفو دعاوى الكيد وتجار الخصومة المغرضون في محاولة منهم لإرباك العدالة وحصد أحكام يرضونها يذهب ضحيتها أُناس أبرياء. والحقيقة أنني لم أكن أعلم أن صبحاً كهذا سيأتي أرى فيه قاضية تشملها ألوان من الحكمة والنُهى.. تسودها أطياف من الوداعة واللين.. مجبولة على الكثير من المهل والتروي.. وتغتاظ بحمية صوناً للأحكام وحمايتها من أدنى خللٍ أو زللٍ محتمل. حقاً أنها المستلب الأسمى والمتدفق الاظمى.. صاحبة السيرة البيضاء التواضع الجم وجبروت منطوق أحكامها المدوية قذائفاً تتفجر في عالم القضاء العدني لتعلن عن تجربة فريدة من نوعها لم نشهد لها من قبل بادرة، إذ تقول بصوت عريض – تمسح بصدقه السامعون- جمع بين الوقار الجم والحدة والحزم (نحن إذ نقيم العدل إنما نستمده من الأطراف المتنازعة لصدقهم في التشاكي، فلا تنهشوا لحم العدالة أيها المحامون الصغار فتسدوا عين الحقيقة ويقينها، ولا تفوّتوا مشاركة السلطة القضائية لاستهداف الغاية المثلى وبلوغها بالإجراءات القانونية دون مواربة أو اعوجاج، فنفتح إثر تلك الشفافية مغاليق عدة حالت دون بسط وتقعيد تجارب حديثة توثق صلتنا بركب الحضارة وصلاً بمن سبقونا لإحياء العدل وترسيخه وتحصين كل من يرعى القانون ويذود عنه أباطيل المبطلين. وأفاضت لؤلؤة القضاء العدني تُمكِّن لتجربتها الذهبية –كخطوة أولى- على طريق تحقيق القفزة النوعية التي لطالما انتظرها الشارع العدني طويلاً، على الرغم من كل النجاحات التي شهدتها مجمل التخصصات النوعية في الحبيبة عدن لاسيما في الآونة الأخيرة. وختمت وقائع الجلسة خشية تنامي الأخطاء الإجرائية والموضوعية بشيء من التقريع والتأنيب خنس له وجه المحامي وأظلم، فانتصب متثاقلاً يلملم ذيول هزيمته إيذاناً للرحيل لسماعها وهي تقول (إن طلبك الجسيم في دعواك وفداحة خطبه يحتمان عليك التحقيق والتدقيق في ماهية الدعوى ومقتضياتها سلفاً، وإبداءها محبوكة مسبوكة بما هو معقول ورفدها بالدليل كضرورة لا غنى عنها طبقاً للمادة (53) من قانونالمرافعات والتنفيذ المدني. ليس من الطبيعي إذاً أن يستقر طلبك الجسيم على دعواك الركيكة المفككة إلا إذا استقر هذا الجبل على عصا جولف، دفع ببطلان الدعوى لعدم معقوليتها وانتفاء الأدلة -بحسب المدعى عليه- رفعت الجلسة).