عادت عليّ معرفتي بالأحداث الكروية – والجسيمة منها – بخير الجزاء وفاض عليّ اهتمامي بالمبدعين وإبداعهم بدقائق حملت إليّ الفضل كله لتمسحي بمقامِ شمساني مقدس صار مزاراً يحجُ إلى صمته اللين المعهود نجوم الكرة وعشاقها وصلاً بما هو أبدع وأمتع. حقاً أنه المستلب الأسمى والمتدفق الأظمى الكابتن جميل سيف، أفضل من عرفت ملاعب كرة القدم في اليمن، وجبروت هدفه العنقودي المدوي في مرمى الشعلة الذي لم يزل محفوراً في ذاكرة التاريخ والجماهير الرياضية سواء، في أول وأغرب سابقة من نوعها شهدتها ملاعب كرة القدم على الإطلاق. أما الحديث عن صاحب السيرة البيضاء والتواضع الجم المايسترو جميل سيف وعن مزاياه وإمكانياته الفنية والبدنية وتعامله مع الكرة بشكلٍ لا يقل ندرة عن هدفه الأسطوري الأشهر، لهو الحديث عن دور الإعلام الرياضي وما أصابه من بورٍ وقحط وجفاف وعن النقد الرياضي أيضاً وتغافله عن أداء وظيفته بشفافية وإخلاص كالدعوة إلى المزيد من التحقيق والتدقيق في أمر قدمين مفطورتين على التهديف من أبعد مسافة وفي أصعب ظرف بحنكة واقتدار جعله لا يقل مستوى عن باقي المهاجمين العرب. لعل إعادة نشر وبث ماهو مشوِّق ومثير من المباريات وكذا الترويج للأهداف الأسطورية النادرة على شاشات التلفزيون - كتقليد أسبوعي راسخ - لأساطير الكرة في اليمن هو أحد أهم أبرز طرق التكفير عن موبقات المؤسسات الإعلامية ومحو عنها ما اقترفته من آثام التصقت بها سنين. هل سنرى هذه المؤسسات حريصة على وظائفها؟ لماذا لا يفتح الإعلام قنوات وأدوات تصل ماضي الكرة بحاضرها، ويتجلى هذا الدور على نحو يعيد للساحرة بعضاً من بريقها المخطوف.