حل ضيفا عزيزا وغاليا ..جميلا ومحبوبا في حقول البرتقال منذ نعومة اظافره ومنذ ان عرفت قدماه مداعبة الكرة واصطياد الاهداف ورسمها على شباك تنساب بجمالية ولا ريشة احسن فنان ورسام ووجدوا فيه/خبراء الكرة البرتقالية /فردوسهم المفقود وضالتهم التي يبحثون عنها طويلا ويأملون بروزها ونضوجها بعد فترة قحط وجدب شمساني لأعوام مضت . اما هو فلم يعتبر حقول البرتقال بيته فحسب بل وطنه وقلبه والفؤاد وكان سابقا لعمره وفئته الناشئة في ميادين الكرة واللعب الجميل باعتباره مطلوبا لمن هم اكبر منه بحكم موهبته وسجيته التهديفية التي تبشر بالخير والحصاد اللذيذ للحقول التي لاتعرف الانكسار ولا الخسارة ..وطعم مع فريق شمسان /الجبل / كل انواع وأذواق وأشكال المتعة والنجومية والالق الكروي الذي تجاوز اسوار ناديه (شمسان ) وصار يلقي ظلاله البديعة في افاق وسماوات الفرق الوطنية بمختلف فئاتها العمرية حتى اصبح ركنا اساسيا في تشكيلة المنتخب الاول وأصبح احد اهم واقوى الاسلحة التكتيكية والفنية والتهديفية التي تجلب السعادة والسرور والانتصارات لليمن .
جميل مقطري قطعة الجبن الشهية في (بيتزا) حقول البرتقال وفرس الرهان الشمساني على مدى اكثر من عقد من الزمان وورقة الجوكر التي يستخدمها عشاق الجبل لجلب السعادة والتوفيق ومفتاح الدخول للغرف المظلمة والجدران التي استعصت على الاخرين وكأنه جاء من تلك التشكيلة والتوليفة الاستثنائية ممن سجلوا بصمتهم الخالدة على ترس ودرع الدوري العام في فترة الثمانينات ليرسم موهبته رغم صغرها انذاك مع اباطرة وعمالقة الكرة البرتقالية امثال السيف جميل وعادل اسماعيل وعادل سعيد والقحم ونعمان شاهر وعبدالله سعد وطابور طويل بلون البرتقال الحلو الذي لم يتكرر وليته يتكرر هذه الايام لان حقوله افتقدت للفاكهة المحسنة طبيعيا ..لكنه تأخر في البروز ليعطي ويواصل زخم الجبل الذي لاتهزه الرياح ولا الاعاصير والزوابع لأطول فترة ممكنة .
جميل مقطري الهداف النادر للفريق البرتقالي شرب من النهر الشمساني الكثير وتطبع تماما من سجايا وخصال الجبل فهو نجم كروي يعشق التحدي ومنافسة الكبار والأقوياء ليقهرهم ويذيقهم الخسارة ولديه قدرات فائقة من الثقة بالنفس وعدم التردد او الاستسلام ..وان كان متألقا اغلب حياته الكروية إلا انه يكون اكثر القا وإبداعا في مواجهة المنافسين الاشداء والفرق التي كانت تعج بالنجوم والأساطير الكروية .. ولم تسعفه الاقدار والظروف ان تتشكل معه كوكبة من اللاعبين القادرين على تكرار وإعادة سيناريو الفوز ببطولة الدوري الا انه ظل وعلى مدى سنوات عديدة بسمة الامل الشمسانية في احلك الظروف مع رفيقه وزميله المرحوم عبدالرب حسين وكانا بحق مستطيل الرهب والإعياء على الفرق وورقة اليانصيب التي تمنح الفوز والانتصار للحقول العاشقة للكرة والغارقة في الهيام للون البرتقالي الاحلى من كل الفواكه
ولأنه هدافا من طراز فريد فقد التصقت به صفة الهداف منذ الصغر وتوج كهداف للشباب عام 87م بتسعة اهداف وظلت صفة الهداف ملازمة له عندما احرز هداف الدوري اليمني عام وموسم (96/97) ..وثاني هدافي العرب برصيد 23 هدفا لكن الظروف والأوضاع لم تساعده ولم تمنحه حقه الادبي في التتويج كثاني هدافي الكرة العربية
جميل مقطري حقل برتقال ناضج وشهي امتعنا مواسما عدة وأطربنا بلون كروي قلما يتكرر فلا تحرموه من متعة التتويج والاعتزال بما يليق به وبما قدمه للكرتين المحلية بارتدائه فانلة شمسان والوطنية عندما كان مدافعا عن الوان فرقنا الوطنية /ناشئين / شباب / اولمبي / ومنتخب اول ..وهي دعوة واجبة وحتمية على الجهات المختصة تبني وتكريم نجم ظل في القمم والأعالي متفردا لايدانيه احد والاستفادة القصوى منه ومن خبراته في مجالات فرقنا الوطنية التي تعطى لمن هب ودب .. المقطري اعطانا اكثر مما يجب فهل نعطيه قليلا من الواجب ..لعل وعسى