على صفحتي في الفيسبوك، في كل جمعة أقوم بكتابة ملخص خطبة الجمعة التي أصبحت عادة أحب أن أقوم بها دون إنتظار حضور او إقبال.. مع ذلك أُتابع بحزن شديد تسجيل حضور قرأتها من قبل ذات الأشخاص، و هم معدودين، أحياناً قليلة يزيدون بقليل عن عدد الأصابع.. ذات الوجوه يتناوبون في تسجيل حضورهم الدائم في صفحتي.... و في كل مرة أقلب صفحات الفيس بشيء من الأسف حين تتماثل أمامي مواضيع ليست ذي قيمة و هي تحصد آلاف من الإعجابات و التفاعلات.. مع إني لا أخفي أن الحزن يتملكني و أنا ألتمس ما أصبح عليه التوجه العام كمرتع للذين لم يعد يكترثون للمواضيع الهادفة التي تميز صفحات الكثير منا.... و هنا أنا لا أنتصر إلى صفحتي المتواضعة و لا أستجدي لنفسي حضور و أعجابات و غيرها، بل أنتصر إلى الكثير من صفحات مهجورة بينما هي تزخر بالمواضيع القيمة، و ذلك فقط لأنها تنتهج نهج النصيحة و المعلومة الملتزمة و المتقيدة بالأخلاق و تراعي خصوصيات مجتمعنا.. أنتصر لها حين تتغلب عليها مواضيع ركيكة اللغة باهتة المحتوى تافهة الغرض غير صالحة للإستخدام الأدمي و الإنساني و الثقافي، و مع ذلك تعج بالزوار و المعلقين و المتنافسين.. و من أكثر هذه الصفحات حصداً لجذب الناس إليها هي تلك التي تحرص على تحقير و شتم و فضح و فبركة و تخوين الأخرين و تلك التي تثير الكراهية و البغضاء و الفتن، و تلك التي تطبل للحروب و تلك التي تنافق تجار الحروب بمختلف إتجاهاتهم.. و الاسوء من كل ذلك الإقبال على تلك الصفحات التي تبث فيديوهات هابطة المستوى و الهدف.. إيها الجميع.. نحن أمام واقع يصفعنا بشدة إن لم نتداركه سنستفيق منه يوماً على فاجعة... لاندري إلى إين سينتهي بنا الأمر، و إلى إي منقلب سيقودنا كل هذا الجنون نبيل محمد العمودي