مر صباح الثلاثاء الحادي عشر من فبراير جميلا قمنا فيه بجولة برفقة المحافظ اللواء ابو بكر حسين وزميلي وصديقي العزيز زميل الدراسة والعمل الحزبي حينها الاخ محمد عوض سعيد القنبلة الجولة، شملت حراج الشيخ عبدالله للاسماك، ولقاءات مع الصيادين وكان صباحا جميلا ونحن نستنشق نسمات هواء بحر العرب واهازيج فرحة الصيادين بموسم اصطياد وفير، تناولنا وجبة الغداء معا في مطعم شعبي بزنجبار عند الساعة الثانية بعد الظهر في منزل السمة . كان لقاء ضم مدراء المياه والصرف الصحي صالح بلعيدي ومحمد عوض سعيد القنبلة مدير هيئة المصائد السمكية ومحسن دوفان مدير عام مياه الريف كان اللقاء وديا ومرحا تحدثت فيه. ان الصداقة قديمة مع القنبلة وانه رفيق دراسة وعمل حزبي وذكريات حرب 94 والاعتقالات وغادرت اللقاء ومحمد القنبلة يضحك ووصلت المنزل في زنجبار بعد ساعة إلا والهاتف يرن ليخبرني ان محمد عوض نقل للمستشفى ووقف قلبه الطيب عن الخفان .! اي خبر فاجع اي صدمة تهز نياط القلب معلنة عن رحيل صديق العمر ، طيب القلب بشوش المحياء عزيز النفس ، حسن المعشر، رؤوف بمن حوله، لم ادر ان ضحكاته الاخيرة هي الوداع الاخير تماسكت مؤمنا بقضاء الله وقدره وهرولت مسرعا لمنزله في ساحة الشهداء حزينا، دلفت غرفته ولم اتمالك نفسي فبكيت الما على فراق اعز الناس صُلي عليه بمسجد الحاج احمد ووري الثرى في مقبرة المحل بزنجبار وسط حضور جموع غفيرة من محبيه التي اكتست وجوههم الحزن . رحل صديقي محمد عوض القنبلة تاركا لنا حسرات الالم بعد رحلة حياة مفعمه بالجد والاجتهاد وصدق المعاملة النبيلة ودمث الاخلاق وحبه الشديد للعمل المجتمعي من خلال تبوئه لمناصب عدة كاحد ابرز القيادات الناجحة التي قدمت كل عمرها في خدمة ابين. قدم ولده الاكبر اشرف شهيدا في مقاومة مليشيات الحوثي الانقلابية واستشهد في مدينة الكود بطلا تربى في اسرة ربها مهيم بالوطنية الحقة. وداعا ايها العزيز المغوار حاربت في كل الجبهات وتحملت كل مصاعب الحياة وقسوة سجن الاعتقال وواصلت صمودك حتى آخر لحظات العمر… ولا نملك في هذه العجالة الغير مرتبة إلا ان نسأل الله تبارك وتعالى لك الرحمة والمغفرة , وانا لله وانا اليه راجعون.