من عجائب الزمن ومستحيلاته حين يختطف اللصوص الاسماء اللامعة والمدغدغة للمشاعر وعبرها يستطيعون تنفيذ مرادهم وحماية مصالحهم الشخصية فمنهم من يختار الاسم الوطني ليجعل كل من يعارضه يعارض الوطن ومنهم وأخطرهم من يتفنن في اختيار الاسم الديني ليجعل من معارضيه كفرة ودجالين وملحدين واعداء الله ورسوله والمؤمنين ومنهم من يختار الاسم ذو الطابع الانفتاحي ليطلق على معارضيه صفات الانغلاق والرجعية وغيرها. فقد راينا في زمننا العجب العجاب وراينا اللصوص والفسدة المحتلين وهم يختارون صفة ربانية لحربهم على الجنوب العربي باسم حرب الردة والانفصال واسم قوات الشرعية على القوات التي تقاتل معهم بدون ادنى شرعية او مشروعية. راينا الجماعات الدينية وهي تطلق على نفسها الاسماء التي تجعلها المخولة الوحيدة في الحديث باسم الله فكان نصيب المعارض الاتهام بانه معارض للدين والعياذ بالله. هذه الجماعات والاسماء أعطت نوع من الشرعية على منتسبيها حسب ادعائهم وتصديق المغفلين. اليوم تقابلنا مجموعة في اليمن أطلقت على نفسها شرعية ولكنها لم تكن عند مستوى ذلك الاسم الذي أطلقته على نفسها فلم يكن لها ادنى شعبية تضفي عليها نوع من الشرعية فقد عمل منتسبوها على المحافظة على مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب وأصبحوا تجارا بعد ان ضمنوا استلام معاشاتهم والعلاوات والنثريات بالعملة الصعبة في يصعب على المواطن الموظف العادي لدى الدولة الحصول على راتبه المتواضع بالعملة المحلية المهترئة. لم تكتف بذلك بل عمدت على سلوك سياسة التجويع والتركيع بحق ابناء المناطق المحررة وخصوصا ابناء جنوب العرب الاحرار حتى يعدلون عن مطالبهم باستعادة دولتهم، وإعادة احتلالهم وتقاسم الثروات فيما بينهم وهي على استعداد لعمل كل المنكرات في الجنوب حتى تنال مبتغاها الذي لايرضي احدا. ابعدها الحوثي عن صنعاء وطردها شر طردة ولعدم مقدرتها من التعامل الإيجابي لكونها لوبي من الفساد المتجذر والمتتلمذ على أيدي عفاش. انحرفت بوصلة الشرعية لتحرير المحرر بل احتلال الأراضي المحررة والتنكيل يأهله فهل يعي العالم بان ماتسمى شرعية لا شرعية لها فيما يسمى يمن .