يرى الكثير من الجنوبيين اليوم إتفاق الرياض بعين الريبة بعد أحداث الامس الساخنة التي كان يمكن أن تفجر الوضع الهش الذي صنعته القيادة السعودية في بنود الإتفاق الذي هو أقرب للهدنة أكثر مماهو إتفاقية تسوية!!. إتفاق تتحرك فيه القيادة السعودية لظبط السلاح وعدم حدوث إشتباك مسلح بين قوات الإنتقالي الجنوبي وشرعية الإخوان متجاهلة البنود السياسية التي هي المحك الحقيقي لنجاح الإتفاق ونراها تجذف في تيار الإخوان الذين يسعون الى عسكرة الاتفاق والحصول على مكاسب عسكرية منه قبل نقضه؟! ففي الإتفاق تزامن بين الشق العسكري والسياسي تتهرب الشرعية من تنفيذ هذا التزامن وتحاول عدم ترجمة مفهوم التسوية التي هي روح الإتفاق بين الطرفين وإزاء هذه المرواغة تقف مرونة كبيرها ابداها الانتقالي إستخدم فيه اسلوب النفس الطويل الذي يبدوا أنه انتهى مع احداث نقطة العلم التي حركت فيه الشرعية لواء عسكري كامل لنشره شمال عدن في أراضي الصبيحة التي لها قيمة جيواستراتيجية في المشهد القتالي والعسكري الحالي لتصبح فك الكماشة الأخر الذي سيرافق تحرك قوات الإخوان في شبوة وأبين ويتضح ذلك بعد رفض قوات بن معيلي الإنسحاب الى مأرب بعد صدور التوجيهات له من التحالف ومسارعة الإخوان الى إرسال لواء قتالي الى الصبيحة لكن الخطورة في هذا هو سلوك السعودية في الموقفين فهي لم توجه حتى رسالة إنذار الى قوات بن معيلي بينما أرسلت قوات مرافقة للواء الدفاع الساحلي الذي أوقف في العلم بل وارسلت قائد القوات السعودية في محاولة لفتح الطريق لتلك القوات الى طور الباحة وأرسلت القنابل الضوئية التحذيرية فوق رؤوس جنود القوات الجنوبية وظلت طائراتها تحلق فوق التعزيزات والمواقع القتالية الجنوبية بعد إظهار الجنوبيين صلابة في الموقف وايقاف رصيد المرونة التي توهم البعض سيحقق لشرعية الاخوان تفوق استراتيجي وعسكري على حساب القوات الجنوبية في عدن ولحج وابين. هذه الحادثة قرات من زوايا متعددة ولكن المهم فيها ماهي الرسائل التي بعثتها الى الطرفين وهل فيها اشارات ستخلط الاوضاع الامنية في عدن وخاصة ان هناك من كان يستعد لإستقبال تلك القوات والالتحام بها!!!. وهل هي رسالة واضحة للمجلس الإنتقالي من السعودية ستتبعها رسائل تفضح حقيقة الموقف السعودي من الجنوبيين وقضيتهم؟!!. وهل سيضع المجلس الانتقالي هذه الحادثة لاعادة تقييم اجراءات تنفيذ اتفاق الرياض والمطالبة بتنفيذ الشق السياسي الذي فيه الاستحقاق الحقيقي لبنود التسوية وهو ما تتهرب من شرعية الاخوان لانها تعرف أنه سيفقدها الخيوط التي تمسك بها وسيجعل الانتقالي الجنوبي طرفا على ارض الواقع السياسي وضامنا لكل استحقاق حصل عليه المواطنيين الجنوبيين في بنود اتفاق الرياض من خدمات واعمار وتنمية وسيكون ملف ادارتها بيد الجنوبيين.، وهنا أساند كل الدعوات التي ظهرت اليوم للمجلس الإنتقالي بحشد مليونية ستكون تاريخية في هذه الظروف، مليونية تكون فيها رسالة لشقيقة السعودية فنحن أصحاب الارض والقضية ولنا الخيار الاول دائما، مليونية ندعوا فيها التحالف الى الابتعاد عن المراوغة وتنفيذ الشق السياسي الذي فيه حقوقنا وخدماتنا، مليونية ندفع فيها فساد عتاولة الشرعية الذين يحاولون تركيعنا في ارضنا.