هم قلة قليلة أولئك الذين فهموا وتمكنوا في أعمالهم بما عمدوا إليه من الربط بين إدراكهم العلمي وقوة تطلعاتهم وطموحاتهم فحققوا النجاحات في حياتهم ومهامهم لتستحق الإشادة والتقدير لتكون خالدة على مر الزمن حتى وكانوا أصحابها قد واروا الثرى.
هي إرادة الله وقضائه وقدرة لا مرد من ذلك فقبل ثلاثة أعوام وتحديداً في تاريخ 20/3 /2010م غيب الموت عن دنيانا الفانية إنسانا ورجلاً عظيماً وواحداً من الكوادر الطبية النادرة هو الدكتور عبدالحليم سيف راجح رئيس قسم الأمراض الباطنية مستشفى أبين العام "الرازي".
لم يكن د.حليم طبيباً عادياً كبعض أطباء اليوم المحسوبين كماً على الصحة بل كان قامة طبية فريدة من نوعها أجادت وتفننت العمل الطبي بشرف ومهنية عالية منقطعة النظير بما تحمله الكلمة من معنى ، حيث جعل من نفسه نموذجاً فريداً في الأداء التشخيصي الطبي المتميز ليس فقط على مستوى محافظة أبين بل على مستوى الجمهورية ككل ناهيك عن العمل الطوعي الإنساني ودماثة الأخلاق التي كان يتمتع بها.
فرغم معاناته من المرض الذي ابتلي به إلا انه لم يتوقف يوماً عن أداءه لمهنته النبيلة فخاض صراع طويل و مريرا طوال مشواره العملي ليجسد بذلك خير إخلاص لشرف المهنة وأهميتها لحياة الناس فشخص حالات يعجز الطب الحديث عن تشخيصها ليحضا بالإعجاب المدهش لبراعته في قوة التشخيص فكسب بذلك محبة مرضاه دون تميز وأكتسب ثقتهم المطلقة وهذه من أهم الصفات النادرة التي يجب أن تتوفر في الطبيب الناجح.
وكغيري من المعجبين الكُثر بما قدمه الفقيد من جليل الأعمال وأخيرها في الجانب الطبي وكذا معرفتي الشخصية هي من دفعني اليوم للكتابة عنه من جانب ، ومن جانب أخر هو الاستفزاز الساخط الممثل بالتجاهل المتعمد من الجهات المسئولة للفقيد في عدم التكريم اللائق والمناسب له وإعطائه ما يستحق أنصافاً وحفاظاً على ماء الوجهة لهم بعد إن خذلوه وهو على قيد الحياة بعدم الاهتمام والرعاية الصحية المناسبة ولما وجده من ضيم في كل شيء مستحق ، فهل تتدارك الوزارة هذا الشيء وتتذكر الجميل الذي قدمه الفقيد؟؟إن غداً لناظرة قريب.
رحمة الله تغشاك يا أبا احمد نم غرير العين فلا نامت أعين الجبناء الناكرين للجميل.
كنت خالداً ولا تزال خالداً يا أبا أحمد في قلوب كل من أحبوك وتشافوا على يديك وصدق الإمام الشافعي عندما قال :قد مات قوم وماتت مكارمهم **وعاش قوم وهم بين الناس أموات