تقرير / الخضر عبدالله : نتناول في هذا التقرير مصير اليمنيين العالقين في الصومال , والتعرّف على حجم معاناتهم، والى أين وصلت قضاياهم، ورصد التطورات التي واكبت معاناة بعضهم ممن اضطر الانتقال إلى القاهرة أو الصومال وبلدان ذات كلفة معيشة منخفضة، وعلى الرغم من تدهور أحوال الصومال أيضا بتتابع الصراعات السياسية واشتعال الحروب، زادت وضع الصومال معها معاناة اليمنيون الذين لم يكن أمامهم سوى التفكير في العودة للوطن إلا أن ظروفهم الإقتصادية الصعبة وكذلك سيطرة أجواء الحرب على كل شئ تسببت في زيادة صعوبة السفر وتحولهم إلى عالقين خارج أوطانهم واضحوا ينشدون العودة إلى بلادهم اليمن . المجاعة تلوح في الأفق
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن الصومال قد لا يبدو الوجهة الأكثر وضوحا لأي مهاجر نظرا لاقتصاده الكارثي وأهله الذين مزقتهم الصراعات لعقود، والآن المجاعة التي تلوح الأفق. ومع ذلك انتقل عشرات الآلاف من اللاجئين إلى الصومال وأرض الصومال خلال ال (خمس سنوات الماضية )، حتى مع الجفاف الذي دمر المحاصيل وأفنى الماشية. وجدوا انفسهم نهبا للجوع
وعلى صدى أزمة الهجرة اليمنيين نتيجة الحرب ، أبحر هؤلاء البؤساء في أسطول غير رسمي من القوارب عبر خليج عدن فارين من اليمن، فقط ليجدوا أنفسهم نهبا للجوع في موطنهم الجديد. وتعليقا على حظه استشهد خالد كابادو -أحد الواصلين الجدد الذي استقر هو وأسرته في بلدة بوراو في أرض الصومال- بالمثل الصومالي القائل "اختر بين أحد الأمَرَّين". وقال خالد "هناك حرب في اليمن، وهنا في الصومال لا يوجد عمل جيد، لكن على الأقل الأمن موجود".
العائلات تواجة معضلة بغيضة ونشر تقرير في مواقع اخبارية عالمية ومحلية :" إن العائلات في اليمن تواجه معضلة بغيضة ألا وهي البقاء في المكان والمجازفة بحياتهم في الحرب الدائرة هناك، أو المقامرة بالمغادرة لبناء حياة جديدة في "دولة فاشلة". وأشار التقرير إلى أن الصومال عرضة الآن لخطر مجاعة كبيرة مع تحذير وكالات الإغاثة من مواجهة مئات الآلاف من الناس احتمال الموت جوعا. وذكرت التقرير : أن نحو 33 ألف لاجئ فروا من اليمن إلى الصومال منذ العام 2015، وفقا لإحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يستمر هذا التدفق المنتظم. يمنيون عالقون
مهاجر يمني في الصومال فضل عدم الكشف عن هويته، حيث قال :" بأن اليمنيين عالقون في البلد الأفريقي والحلول أمامهم معدومة. يصادف المرء في شوارع مقديشو العشرات من اللاجئين اليمنيين ممن اضطرهم ظروف الحرب في بلدهم اليمن الى اللجوء لصومال ..بعضهم كان قد حصل على التأشيرة للسفر إلى الولاياتالمتحدة، لكن قرار ترامب ادى إلى كارثة احاقت بمصيرهم ..فماذا عن اليمنيين العالقين؟ عالقة حداثية
اليمنية مريم مبخوت سعيد وهي احدى العالقات في اصومال توجز قصتها بالقول..زوجي يعيش في امريكا ..حين اندلعت الحرب في بلدي اليمن غادرتها لاجئة الى اصومال على امل ان يتمكّن زوجي من الحصول على تأشيرة لسفري لأمريكا..وصلت اصومال وسجلت في منظمة "un " كلاجئة وحصلت على البطاقة الزرقاء، وظل زوجي لثلاث سنوات يحاول استخراج تأشيرة لي وبعد عشرات المحاولات نجح، ولكن نجاحه لم يكن تاما كاملا حيث ظهرت الكثير من العقبات.. منها أصدار قرار ترامب بحظر السفر واللجوء لعدد من البلدان منها بلدنا . اتذكر ذلك اليوم المشئوم والذي اعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطتهً لإجراء تغييرات شاملة على الهجرة تستهدف المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في أمريكا استهدافاً مباشراً اصابنا في مقتل. تنهدت متابعة ... وها أنا عالقة في اثيوبيا ..بلا أمل ولا أهل ولا أقارب.. عالق بسبب قرار ترمب
ويقول محمود السامعي احد اللاجئين اليمنيين في الصومال وممن علق فيها بسبب قرار ترامب.. بداية سافرت إلى الصومال رفقة اختي التي جاء زوجها من استراليا واخذها معه ..بقيت انا، ومع طول بقائي وتقديمي للعشرات من الطلبات لدى الجهات المعنية تم الموافقة على لجوئي إلى الولاياتالمتحدة ..وما ان انتهيت من اجراءات السفر واللجوء لامريكا حتى منحت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة موافقتها على خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحد بصورة كبيرة من قدرتنا على اللجوء..هذه الخطة اللعينة والتي اقتضت بان على الأشخاص الذين يصلون عبر بلد ثالث يجب أن يطلبوا اللجوء هناك قبل الوصول إلى حدود الولاياتالمتحدة. صدمت ..يجب ان أكون لاجئاً في الصومال وهذا يتطلب اجراءات والاجراءات تتطلب اموال ووقت طويل! واكد محمود السامعي بان امله الوحيد من الحكومة اليمنية إعادته إلى وطنه في أسرع وقت ممكن , ولا أطمئنان في رغد العيش إلا بين احضان اهل وطني . لاجئون يناشدون السلطات اعادتهم وناشد لاجئون يمنيون في الصومال السلطات الحكومية والمنظمات الدولية سرعة مساعدتهم في العودة إلى الأراضي اليمنية موضحين ان حالتهم المادية سيئة جدا ولا تسمح لهم ظروفهم البقاء في وطن غير وطنهم . وقال اللاجئون اليمنيون :" نحن عالقون بمخيم اللاجئون الجنوبيون بالسفارة بمدينة مقديشو عاصمة الصومال منذ أشهر طويلة في ظل معاناتنا من نقص الغذاء والدواء وظروف أخرى ولم نستطع العودة لبلدنا رغم مطالبتنا ذلك من القائمين على السفارة هناك دون جدوى ولم يستطع احد عمل لنا شيء. وفر المئات من اليمنيين من محافظاتهم جراء نشوب الحرب في بلدهم صوب الصومال حيث باتوا يعانون ظروف صعبة هناك .