الاوضاع في اليمن شمالا وجنوبا تتجه نحو الهاوية ومع مرور الوقت يزيد الخطر اكثر واكثر بسبب التعقيدات التي تفرزها كل مرحلة، ترافقها تدخلات الاقليم والعالم بالشأن الداخلي إضافة إلى ذلك غياب الحكمة لدى ادوات الصراع وتمترسها خلف مواقف لاتنسجم مع واقع سير الاحداث. على مايبدُ و في حال استمرت الاوضاع على هذا المنوال فالنتيجة المتوقعة لا شمال موحد ولا جنوب موحد ولا استقرار في المنطقة ايضاً. واذا ماكان هناك من بصيص أمل في التوصل الى حلول فنجاح تلك الحلول مرهون بتفصيل المشكلة وفق اخر معطياتها و البدء بحوار شمالي شمالي بالتزامن مع حوار جنوبي جنوبي ومن ثم تتويج تلك الحورات بحوار شمالي جنوبي لرسم معالم مستقبل يحفظ مصالح الشعبين بعيداً عن حسابات واطماع القوى القبلية والدينية والاقتصادية التي اوصلت البلاد الى هذا المنعطف الخطير، منعطف يهدد الامن والسلام وحياة الانسان ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة برمتها. لذا المسؤولية تقع على عاتق الجميع، اي نجاح عملية السلام يأتي من الداخل وخلاف ذلك لا أمن ولا استقرار ولا دولة أو حتى هامش للدولة، حينئذٍ سنعض أصابع الندم وسيبكي الجميع على اطلال وطن.