إلى متى سيظل الشعب اليمني يعاني ويكابد مرارة الحياة وذلك من خلال وضعه وبتعمد بين مطرقة الواقع الأليم والمزري وسندان مستقبل مجهول في إنتظاره.. حيث لا إنقلاب نجح..ولا شرعية عادت.. ولا إنفصال تم وأنجز.. ولا تحالف عربي حسم المعركة مبكراً وأنتصر !! أستحلفكم بالله يامن تتلذذون في إذلالنا وتعكير معيشتنا التي هي في الأصل معكرة ماذا تريدون من الشعب اليمني أن يقدمه لكم حتى تتركوه في حاله كي يعيش بسلام وأمن وأمان..؟! فأنتم لم تقدموا له أي شيء في زمن السلم ولم توفروا له أبسط مقومات الحياة التي تجعله يعيش بكرامة وراحة بال.. وأنتم كذلك لم ترحموه خلال نزواتكم الطائشة وحروبكم العبثية بل أتخذتم من الشعب كبش الفداء وأول من يتم التضحية به من دون تردد أو ذرة خجل !! أن مما لا شك فيه أن السياسيين هم الداء العضال والمزمن الذي لم نجد له الدواء الشافي .. فحينما ترأهم متفقون فبالتأكيد أنهم أرتضوا التقاسم في كل ما نهبوه وعلى كل ما سوف ينهبوه وعندما يختلفون فالكل يوجه بندقيته إلى صدر الشعب ليقتلوه!! لم يعاني الشعب اليمني من ظلم وجور حكامه فقط بل عانى أشد المعاناة من جحود الأشقاء في دول الجوار فمن ينكر فضل المغترب اليمني طبعاً بعد الله سبحانه وتعالى في ما شهدته تلك الدول من تطور وإزدهار فهو من دون شك جاحد ووضيع!! قد لا أكون أبالغ إذا أطلقت لقب الشعب الذي لا يعرف المستحيل على الشعب اليمني.. فنحن شعب يمكنه التعايش والتأقلم والتغلب على أصعب الظروف حيث يستطيع المواطن اليمني أن يعيش في ظل وجود شبة دولة كالوضع القائم في المحافظات الشمالية وكذلك يمكنه بأن يتكيف في غياب اللادولة كحال المحافظات الجنوبية المحررة ولكن للصبر حدود!! أن ما يحدث حالياً في اليمن قطعاً سيخلد في كتب التاريخ ولا أعرف كيف ستكون ردة فعل الأجيال القادمة عندما يعرفون أنه في زمننا الحالي كان هنالك ثلاثة رؤوساء يحكمون الشعب اليمني في آن واحد ..أما الشيء المثير فهو وجود ثلاث حكومات في البلاد..فهناك واحدة في الشمال تتبع الحوثي بينما تتواجد حكومتان بالجنوب حكومة الفنادق (الشرعية) وحكومة مع وقف التنفيد (المجلس الإنتقالي) .. المضحك والمبكي من هذا الوضع المعقد هو أن لكل وزارة هنالك وزيران أحداهما إنقلابي والأخر شرعي.. والمفارقة العجيبة أنه على الرغم من تكدس الوزراء في الحكومتان والذين يحصلون على كامل مستحقاتهم وعلى داير مليم من دون وجود الخدمات في عموم البلاد .. فمثلاً هنالك وزيران للكهرباء والكهرباء متدهورة وكذلك بالمثل في وزارة التربية والتعليم ففيها وزيران حيث غابت التربية فضاع التعليم والحال من بعضه في باقي الوزارات!! أنا لا الوم السعودية ولا أحملها وحدها وزر هذه الحرب ووصول الأوضاع في اليمن إلى الحضيض بل العتب واللوم الشديد أوجه لأبناء جلدتنا الذين شاركوها في كل ذلك وكنت أتمنى من هؤلاء بأن يهتموا بالشعب والسؤال عن أحواله بقدر إهتماهم بالسؤال عن سعر الصرف للريال السعودي والدرهم الأماراتي..فلا خير يرجى من من ليس له خير في أهله..!! أخيراً... أقول لكل من كان السبب في معاناتنا ومآسينا كفاكم عبث بمصير اليمن وشعبه الصابر .. شكر الله سعيكم فأتركونا نعيش بسلام...