ما يجري في بلادنا، وخاصة في عدن والمحافظات الجنوبية، أمر خطير ولم يعد محتملا، لا دينيا ولا إنسانيا ولا قانونيا، لأنه لا يمزق الوطن فقط وإنما يمزق أيضا النسيج الاجتماعي، و يهيئ لجولات من الصراعات المناطقية والقبلية والثأرات الشخصية والاحتقانات المستمرة ، مما يستدعي صحوة ضمير ووقفة جادة من المسئولين والقيادات السياسية والوجاهات المجتمعية ورجال الدين ورجال الفكر والقانون والمتعلمين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني لاتخاذ مواقف وطنية محسوسة في إدانة ما يجري من ممارسات مناطقية واقتتال بين المليشيات الحزبية والمناطقية، ولجم دعوات التصعيد العسكري ودق طبول الحرب لأغراض الاستحواذ على السلطة وحماية المصالح الشخصية والتستر على مواقع الفساد التي لم تشهد بلادنا مثله من قبل ولم تعرفه كل الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة وظهور الدولة الوطنية، دون أن نرى أحدا يحرك ساكنا من القيادات الرسمية أو القيادات السياسية. ولذا نتوجه إلى كل أصحاب الضمائر الحية في بلادنا وإلى مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي لوضع حد لكل ما يجري من تدمير في وطننا والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، بموجب قرارات الأممالمتحدة وتحديدا وضع بلادنا تحت البند السابع الذي يلزم هذه الأطراف التدخل لمنع أي تداعيات جديدة تؤدي إلى مزيد من الدماء والدمار في بلادنا، سبيلا إلى وقف الحرب العبثية المستمرة بكل ويلاتها منذ خمس سنوات. وفي الوقت الذي أدين ما يجري في بلدي أدين أيضا الموقف السلبي والمتفرج لقيادات الأحزاب الوطنية. وأناشد القوى الوطنية جميعها، على طول البلاد وعرضها، تحمل مسئوليتها الوطنية تجاه شعبنا ووطننا العظيم. كما أناشد دول التحالف العربي استشعار مسئوليتها المخولة من الأممالمتحدة ومضامين البند السابع التي تقع تحت طائلته بلادنا في ظل انعدام الدولة لاتخاذ الإجراءات التي تمنع إسالة الدماء وانهيار ما تبقى من أركان الدولة. اليوم أنتم المسئولون عما يجري وما سينتج عنه من تداعيات غاية في الخطورة. كما أناشد إخواني وأبنائي من أبناء الجنوب عامة وأبناء محافظة لحج خاصة أن لا ينصاعوا لأي دعوات للاقتتال والاحتراب يطلقها بعض الأشخاص المتهورين دون إدراك النتائج التي ستجرها مثل هذه الدعوات، وأدعوهم إلى ضبط النفس وتحكيم العقل والبحث عن الحلول عن طريق الحوار والجلوس على طاولة التفاوض مع العقلاء من الطرف الآخر، خاصة وقد أصبحت الأطراف المتصارعة عاجزة وفاشلة في إدارة أي حوار مثلما فشلت في إدارة عدن والمناطق المحررة .