لماذا نقرأ؟ سؤال قد تكون الإجابة عنه بديهية ولا تتطلب بحثاً وتأنياً. إذ أن القراءة ظلت ولا تزال تمثل البوابة المفتوحة على مصراعيها دائماً للولوج إلى مناهل الثقافة وحدائق المعرفة، وتحت زخات وابلها تنبت بذور المعارف وتنمو غراس العقول وتصقل الاتجاهات والمواقف والتصورات تجاه الإنسان والكون الحياة. لكن السؤال الذي يسترعي النظر ويتحتم الوقوف عنده هو : ماذا نقرأ ؟ فعلى الرغم مما تظهره الدراسات الإحصائية من تدني نسبة القراءة والمطالعة في عالمنا العربي نلاحظ تلك النسبة المتدنية تتوزع بين قراءة هادفة بناءة وبين أخرى غثة المضامين والمحتوى ، عديمة الرؤية والهدف عدا شغل ساعات الفراغ الطويلة وإذابة الملل الناجم عنها بما لا يجدي. إن القراءة بمختلف أنواعها تعمل على بناء شخصية القارئ سلباً أو إيجاباً وتنعكس في ثقافته وأنماط تفكيره بصورة جلية وكبيرة. وثمة بون معرفي وثقافي شاسع بين فريقين أحدهما تتمحور قراءته حول مواضيع ومعارف ذات فائدة مما ينمي لديه جوانب المعرفة ويعززها ، وآخر لا يقرأ إلا كتب ومجلات الغرام والهيام ، والرياضة المسعورة وما يدور حول سير أبطالها الزائفين الهابطين ونجومها المعتمين غير المهتدى بلموعهم في ظلام ولا المقتدى بآثارهم في تيهان الجهل والتخبط السائد في عالمنا العربي المتأخر عن قافلة العصر. فهل من مستبصر ومعتبر مما سلكه الآخرون؟ !