بئر علي المدينة التاريخية كان من المفترض ان لا تعيش وضع أنساني صعب كاليوم، فهي تواجه مندو شهور تفشي مرض (المكرفس) الخطير، حيث يفتك بسكانها، ويقتل مواطنيها بدم بارد هذه الايام. من يصدق ان واجهة شبوة السياحية، تنعدم فيها أبسط وأدنى الخدمات كالماء والصرف الصحي وما إلى ذلك من حقوق. ان من يوجه اللوم على مكتب الصحة ويحمله مسئولية انتشار الامراض والأوبئة في بئر علي، نعتقد بأنه غير واقعي، فالوضع البيئي الذي تعيشه المدينة مندو سنين طويلة كارثي، ولا يقل أهمية عن تدني الخدمات الصحية فيها، فالمجاري المكشوفة، والأزدحام السكاني سبب رئيسي للأمراض، فضلاً عن أن الأوبئة تنتقل بسرعة شديدة من خلال (البعوض) المتكاثر حول الفضلات المتناثرة في السوق وعلى شرف عتبات بعض المنازل.؟! السلطة كالعادة وكما هو معروف في مديرية رضوم، تظهر وقت المصلحة و(تختفي) هكذا في بئر علي، وكأن الامر لا يعنيها وليست هي المسئولة عن هذه المدينة التي تتدخل منها إيرادات القطاع السمكي ما يفوق حصتها من ميزانية وزارة الثروة السمكية، والذي جميعها (ملايين) تذهب الى جيوب خاصة، ويستولي عليها سماسرة في مكتب الثروة بالمحافظة والوزارة، بينما أبناء بئر علي عندما كانوا يكابدون بين اكوام القمامة وفضلات (ساحة الحراج) للعيش فقط، يموتون الآن تحت فيض المجاري وفساد السلطات.؟! الامر نفسه ينطبق على دور الجمعيات السمكية في الدفاع عن حقوق هذي المدينة، فهو ان كان لا يذكر، فقد تم أنشاؤها للتجارة والأستثمار، إن لم يكن للأسترزاق المفرط فيه.؟! ان انتشار الأمراض والاوبئة في بئر علي، هي نتيجة فاضحة لفساد عميق تمتد جذوره لأكثر من حكومة سابقة وجديدة، فالسلطات العليا التي تتعاقب على حكم مديرية رضوم، مع ان بال المواطنين لا يمثل الحد الأدنى من أولوياتها، فهي تورث لنا المتنفذين، وتنهب جل خيراتنا باطل، ومن هنا نطالب الحكومة ان وجدت بالكف عن تربيتها للسماسرة، وان لا تكون هي الراعي الاول للفساد.؟! كما لا ننسى وجود الشركات ومنها (الغاز) في بالحاف، فالمشاريع الفاشلة التي نفذتها في المدينة ومنها (المياه)، تكون من خلالها قد شاركت رسمياً في دعم الفساد، ناهيك عن تجاهلها لدعم مشروع كالصرف الصحي، والذي لو نفذ لكانت بئر علي أكثر منها صحة الآن.؟! أخيراً نقول لمن يتابعوا كلماتنا، او يسمعوها وهم متورطين، أتركوا بئر علي وشأنها وأرفعوا أيديكم منها فهي لا تحتاجكم أنتم ومشاريعكم الوهمية، فقط أتركوها تبني نفسها مما لديها، فما أخذ منها في السابق ويؤخذ منها الآن بغير وجه حق، كفيل بأنفاذ الارواح التي زهقت من المرض، وغيرها من الارواح التي تعاني ويعصرها ظلم الحياة فيها رجال أنتم؟! والله المستعان