تصاعدت حدة التظاهرات الشعبية في منطقة تقع غرب اليمن رغم دعوات تهدئة أطلقتها الحكومة اليمنية بهدف خفض مستوى التوتر في المنطقة التي شهدت اضطهادا تاريخيا عمره قرون . والاحد شهدت مناطق عدة بمحافظة الحديدة الواقعة إلى الشمال الغربي من اليمن تظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من السكان المحليين الذين دشنوا قبل أسابيع حركة احتجاجات مدنية قال منظموها أنها تهدف إلى أنها سيطرة عرقية يفرضها اخرون من شمال اليمن على السكان المحليون في هذه المنطقة التي عرفت تاريخيا "بتهامة".
وسار الآلاف في تظاهرات حاشدة فيما بات يعرف بتظاهرات " الحراك التهامي" وسط شوارع عامة وفرعية في مدينة الحديدة تزامنا مع وجود الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" في المدينة والتي وصلها قبل أيام . ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب بانهاء اضطهاد مناطقي تتعرض له الحديدة منذ قرون على يد سكان آخرين من اقصى شمال اليمن .
وشهدت المدينة خلال الأيام القليلة الماضية أعمال عنف واسعة النطاق تسببت بمقتل عدد من الاشخاص عقب مايقول السكان ان قوى نفوذ من شمال اليمن استقدمت مسلحين قبليين من محافظات عدة بينها المحويت وصنعاء وغيرها .
ويمثل الصراع الدائر وتوسع حركة الاحتجاجات الشعبية في الحديدة انتفاضة شعبية يقودها سكان المدينة ضد سيطرة تفرضها قوى نفوذ وسكان من اقصى الشمال .
ويعيش غالبية السكان المحليون بمحافظة الحديدة في إطار عام من التمييز العنصري والاضطهاد يمارسه شيوخ قبائل من اقصى شمال اليمن قدموا إلى المنطقة وتمكنوا من فرض نفوذهم .
وتمثل حركة الاحتجاجات المدنية السلمية التي تشهدها الحديدة ابرز التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية كما أنها تشبه إلى حد كبير ثورات العبيد التي شهدتها مناطق متعددة في انحاء متفرقة خلال العقود الماضية .
ويسيطر نافذون من اقصى شمال اليمن على جميع مراكز النفوذ في محافظة الحديدة ويقول السكان أنهم ينهبون جميع مقدرات هذه المنطقة الهامة من اليمن .
وحتى شهور قليلة ماضية لم يكن يملك السكان المحليون في الحديدة أي قدرة على تنظيم احتجاجات أو المطالبة بحقوقهم حيث يعمل غالبية سكان المدينة بالأجر اليومي لدى قوى نفوذ تسيطر على التجارة وتجارة الأراضي في المدينة .