هل يستحق الزميل العزيز معاذ الخميسي أو أي زميل آخر هذا الإجراء الذي اُتخذ بحقه ومنعه وإبعاده بهذه الطريقة المهينة؟ وهل هكذا نفهم التغيير الذي ينادي به البعض؟ وهل التغيير الذي نقوم به تحت مظلة ثورات الربيع يقوم على أسس مهينة؟ أم أن الأمر في الأول والأخير هي قناعات شخصية يرون فيها الفرصة مواتية لإبعاد من اختلف معاهم مع أن الاختلاف لا يفسد للود قضية؟. نحن لا نقلل من تكليف الزميل العزيز يحيى الحلالي في إدارة الشباب والرياضة بالصحيفة فهو قلم وإعلامي يستحق ذلك المنصب غير أننا لا نتفق على الطريقة التي تمت بها إقالة الزميل معاذ، بل ووصل الأمر إلى منعه من دخول الصحيفة والذي نخدش به العمل المهني والإداري الذي يتطلب منا إعطاءه قدراً من الاحترام حرصا منا على أن يكون الخلف يترجل من مكانه وفي نفسه قدر من المحبة لزملائه ورفقائه، وخوفاً أيضاً أن لا يقع السلف أو أي زميل آخر بنفس الموقف ويخرج من موقعه بطريقة لا تليق لا بالعمل المهني ولا بالقوانين الإدارية لوزارة العمل والخدمة المدنية لتي تعطي قدراً من الاحترام لموظفيها.
نؤمن أن لكل رئيس تحرير ومدير سياسة بعينها في إبعاد هذا أو المجيء بذلك، وهذه سنة الحياة غير أن يصل الأمر إلى المنع من دخول المؤسسة التي أنت موظف فيها، فتلك سابقة لم نسمع بها من قبل، والذي عاد بنا الى العصر الإمامي الذي كان فيه الوطن مجرد مملكة خاصة يحكم بها من دون أي لوائح أو قوانين والتي كانت لها ما يبررها في ذلك العهد الإمامي، غير أن نشاهدها اليوم وفي زمن ثورات الربيع العربي فتلك سابقة خطيرة توحي بأن القادم أكثر سوداوية من العهد الإمامي.
وإزاء ذلك فإن المسألة لا تحتاج الى الكثير من الوقت بقدر ماهي بحاجة إلى تدخل سريع من قبل معالي رئيس الوزراء وقبل ذلك من معالي وزير الإعلام وإن تطلب الأمر التدخل من قبل رئيس الجمهورية لوقف هذه التصرفات والممارسات بحق الكوادر الوطنية والمواطنين في هذا البلد الذي لهم حقوق وعليهم واجبات منها احترام رأيهم وعدم مضايقتهم أو إبعادهم بطريقة انتقامية.
أجزم أن الأخ الرئيس لا يسره مثل هذه الأفعال والممارسات التي تخدش ما يقوم به من تغييرات يشعر الجميع معها ببعض الارتياح إلا أن الواجب ممن هم حول الرئيس من مستشارين أن يوضحوا له صورة عما يقوم البعض ممن وجد نفسه في موقع القرار وهذا ليس انتقاصا فيه بقدر ماهو مطلوب منه أن يكون أكثر شفافية ومهنية وأن لا يتخذ من أسلوب المضايقة والمنع والإبعاد هي برنامج عمله، كون ذلك سيضر نفسه ويكشف حقيقة مفهومه للمتغيرات التي حدثت والتي أتت به الى موقع القرار.
أتمنى من هم في موقع القرار والقريبين من رئيس الجمهورية سرعة تنبيه الرئيس لمثل هذه الأخطار التي يقوم بها البعض بحجة الوطنية وحب الثورة، وهي في الحقيقة ليست سوى أعمال غير مدروسة ومتسرعة تجاه زملاء لهم خالفوهم الرأي الذين يرفعون شعاراً ويمتهنونه واقعاً..