منذ ساعات الفجر الأولى وأسلاك الكهرباء تتعطش لتلك الذبذبات التي تعيد للمواطنين الحياة بالنسيم البارد، والأمل بالضوء الوافر. منذ ساعات الفجر ومدينة زنجبار في محافظة أبين، خارجة عن نطاق الكهرباء، ولا أعلم إذا كان حال بقية المناطق كحالنا، أو أن كل واحد منا يغني على ليلاه. لا يغضبني إنقطاع الكهرباء، بقدر ما يغضبني اولئك القائمون على الكهرباء، والذين يؤسفني أن يقال عنهم بأن الحياء قد نزع منهم، تحت مسمى: ( إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت). كان من الأولى لحفظ ماء الوجه، ودائماً نكرر أن يكون هناك ناطق باسم إدارة الكهرباء، يعطي هذا المواطن كلمة يجبر بها خاطرة، يشرح بها سبب انقطاع الكهرباء، ولماذا خرجت عن الخدمة، ومتى سوف يتوفر الديزل، ومتى سوف ينتهي، ومتى سوف تموت..... "كلمة ولو جبر خاطر يا أصحاب الكهرباء". أما أن تظل هكذا الأمور مبهمة، فهذا استحقار بحد ذاته، أكبر من انطفاء الكهرباء نفسها. المعاناة تتكرر من سنة إلى أخرى، ورمضان يأتي وحال الكهرباء أسوأ من قبل، وحكومة ميتة، وهذا يريد أن يأكل والآخر يريد أن يسيطر، وفلان دخل وفلان خرج، والضحك على الدقون. لا بارك الله في أحد منهم، ممن يجعل من معاناة المواطن مأرب للوصول إلى مبتغاه. رمضان قادم وعلى جميع من ولّوا أمر من أمور المسلمين أن يتقوا دعوة العجزة والنساء والأطفال. والله غالب على أمره.