مازالت الحرب اليمنية مجهول الدوافع والأهداف أوهي في الغالب الأعم تدور بعيدا عن المفاهيم التقليدية للحروب , وهو ما يجعل الغموض مستحكم فيها مع جهل كبير بخفاياها . ولكل حرب أهداف مباشرة وغير مباشرة آلا في الحرب اليمنية تظل غائبة ومفقودة الأثر ويصعب الإحاطة أو التكهن بها , وان تعلمها القوى الدولية والعالمية بحكم الضرورة لأنها المحركة لها و صاحبة القرار والمصلحة منها . وحرب من هذا النوع يكون ثمنها باهظا وعظيما على الوطن المذبوح بشفرات أبنائها العملاء المفرطين في سيادته الوطنية بشكل مهين ومخزي لهم إلى يوم الدين . وما هذه الحرب آلا المقدمة الأولى لفقدان الهوية الوطنية وهي الطامة الكبرى على حاضر الوطن ومستقبله , وهي حرب في حقيقتها وجوهرها تستهدف مكونات الهوية الأساسية وضربها في عمقها الديني و شكلها الوطني وبعدها الاجتماعي وارثها الحضاري. وكل الأطراف بلا استثناء شركاء في محرقة الوطن وضياعه والارتهان لمشاريع التأمر عليه , وان كانوا كحصان طروادة في الحرب وأهدافها غير المباشرة على اليمن واستهدافها الخفي لهويتها الوطنية وعقيدتها الدينية السليمة . وقد ذهبت الحرب على علاتها باليمن إلى مفترق طرق يصعب العودة منها بسلام ., في ظل جهل أطرافها بعواقب ما يفعلون بوطنهم الممزق بالحرب والمدمر تاريخا وهوية . وستظل أياديهم الآثمات تقطر بدماء الوطن القتيل وضمائرهم خالدة في تاريخ الخيانة