أدلى رئيس حزب العدالة والديمقراطية الأستاذ محمد عمر زين السقاف بتصريح حول ما تمر به مدينة عدن والجنوب عموما من أوضاع مأساوية، آخرها ما تعرضت له من كوارث الأمطار والسيول. واستهل الأستاذ السقاف تصريحه بالتهنئة لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وشعبنا في الداخل والخارج، والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، سائلا الله العلي القدير أن يجعله شهر خير وبركة، يحق فيه الحق ويزهق الباطل، وأن يعيده وقد انزاحت الغمة وسقطت رايات الباطل وأهلها.
واستطرد قائلا: "إن ما يؤسف له أن يحل علينا شهر رمضان الفضيل وشعبنا يعيش ظروفا مأساوية وكارثية بسبب من تولوا شؤونه من (الرويبضة)، الذين نسأل الله أن يعيد علينا شهر رمضان وقد خلص شعبنا منهم بما شاء وكيفما شاء ، وما ذلك على الله بعزيز " .
وعبر السقاف عن أسفه لما تعيشها عدن من أوضاع، وقال: "إن ما تمر به عدن اليوم من كوارث، والتي كان آخرها الأضرار الناجمة عن الأمطار والسيول، يكشف بجلاء حقيقة فشل جميع الأطراف القائمة والمسيطرة على زمام الأمور من سلطات رسمية وسلطات الأمر الواقع، بل ويعتبرون هم السبب الرئيس في معاناة الشعب".
واعرب عن أسفه الشديد وعميق حزنه على الشهداء والجرحى، الذين سقطوا جراء هطول الأمطار وما سببته من سيول جارفة، سائلا الله الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء، معبرا عن أصدق تعازيه القلبية لأسر الشهداء الذين قضوا جراء كارثة السيول.
واعتبر أن ما تمر به عدن اليوم يمثل غيابا تاما لما تسمى بالدولة ومؤسساتها، مستشهدا على ذلك بما حدث لنائب وزير التعليم الفني عبد ربه المحولي، والذي قال إنه يعتبر مثالا حيا لعدم وجود أي شكل من أشكال الدولة ولو في حدها الأدنى، وقال: "في الوقت الذي ندين فيه ما تعرض له منزل نائب وزير التعليم الفني عبدربه المحولي ومطالبتنا بمحاسبة الفاعلين، إلا أن ما آلت إليه معالجة تلك الحادثة بين الطرفين لا يعبر عن أي معالم أو وجود بأن هذين الطرفين يمثلان دولة أو يريدان بناء دولة".
وأشاد رئيس حزب العدالة والديمقراطية بالدور البطولي والتلاحم لأبناء عدن ولحج الذي أظهروه أثناء كارثة الأمطار والسيول التي تعرضتا لها عدن ولحج، ومن قبلها تلاحمهم وصمودهم في مقاومة ودحر الاحتلال الحوثي العفاشي، حتى تحرير مدينة عدن، التي أتى بعد تحريرها من يتربع على الكراسي ليحكمها من غير أبنائها.
وعبر عن شكره لكل من ساهم في مد يد العون والمساعدة من المغتربين والتجار لإغاثة مدينة عدن، داعيا الرئيس عبد ربه منصور هادي والمملكة العربية السعودية إلى تحمل المسؤولية إزاء هذا الحدث، وأن يستفيدوا من أخطاء الماضي.
وحذر السقاف مما أسماها دعوات التعبئة والتحريض التي تستهدف المملكة العربية السعودية وتصفها بدولة احتلال، داعيا السعودية إلى الاستفادة من أخطاء من سبقها، وتجنب الوقوع فيها، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة إحداث تغيير في الأدوات القائمة التي تعتبر السبب في ما يعانيه البلد من نكبات، وما حل به من أزمات.
وفي السياق شدد رئيس حزب العدالة والديمقراطية على ضرورة التوجه نحو مصالحة خليجية لمواجهة التحديات في المنطقة والعالم، وهو أمر قد دعا اليه الحزب مسبقا وبات ملحا، الآن، مع التطورات الإقليمية والدولية، وبالذات مع المتغيرات نتيجة جائحة كرونا المستجد، الذي عمل على إحداث خارطة جديدة للعالم.