قلمي ينزف من جرحك، يا عدن، ويراعي يصرخ من ألمك، وخطوطي تتشابك بين معاناتك، يا درة الدنيا عدن، وعباراتي تتقزم أمام جراحك، وبؤسك يا فاتنة الدنيا يا عدن، عدن أنت المدينة الخلابة، والساحرة الجميلة الرائعة، والفاتنة الحيرى في زمن الواقع البائس، أنت المليحة الحسنى في زمن القبح الأسود، فمن بين البحار، والجبال، والرمال الناعمة نبت حسنك، وتجلى للناظر بهاؤك، وتبسم ثغرك، يا صاحبة الثغر الجميل الوردي، يا أنت، يا عدن. يصرخ قلمي من شدة ألمك، وتتأوه كلماتي من جرح غائر في جسدك، يا عدن، يا فاتنتي، يا رائعتي، وياسميفونية لحني، بالأمس طفت لأرى محاسنك، فوجدتك حزينة، كسيرة، ويا قبح من أحزنك، يا لؤم من أحزنك، يا عدن، وما أجمل فرحك، ولكن فرحك غاب، وطال غيابه، وجمالك غاب، وطال غيابه، وهموم الدنيا قد هدتك، نزوح، وخراب، وحروب، وفوضى، وسيول تجرف أحضانك، ووباء يتجول في أحيائك، يقتل أبناءك، وبلاطجة يمتصون رحيقك، يلهون بزينة ثوبك يا عاصمة الأحزان، ويرسمون علمهم على خديك، يا للبلهاء، من يشوه ثغر الحسن؟! من يلهو بخدود وردية؟! من يعبث بحسنك أيتها الفاتنة؟ أهو قروي غبي؟ أم قروي بلطجي؟ أم بدوي متخلف؟ ألا يعلمون أن الحسن جمال لا يلهو أحد بشيء فيه؟! عدن ساحرة الدنيا، وجنتها، فاتنة العالم، ورائعته، من زارك أصابته الفتنة، فلم يبرحك، ففيك كل العالم مجموع، كل الدنيا فيك، يا فاتنة العالم كله، يا مدينة البحر، والجبل، يا عاشقة في الليل يغريها السهر. عبث ينمو في طرقاتك، في كل مكان ينمو، يتدحرج حسنك، يتقلب بين الحقراء، يرفسه تارة قروي أرعن، وأخرى يركله بدوي أحمق، فأين فارسك صاحب السيف السحري؟ ليبطش بعُصاة القرية، وليضرب عنق من يتطاول من بدو جاءوا ليرعوا عبثاً فيك يا سبيكة الزمان الذهبية. عدن يا صورة قبر مفتوح، يا صورة جرح مفتوح، يا صورة عبث يلهو في هذا القبر المفتوح، فلقد كنت زهرة مفتوحة، وغدوت قبراً يحوي كل الأحياء، كل السكان، فالعبث بك قد بلغ مبلغه، فكورونا، والمكرفس، وعائلة الرعب كل هذا مجموع فيك، كل هذا يتجول في حضنك، وبين أزقة جدرانك، والبلهاء يتسابقون على عرشك، وعرشك آيل للسقوط، فمن يوقظهم بدنو سقوطه؟ قولي لي من؟ يا سحر العالم وفتنته، أنت يا عدن، فقلمي يعشقك، بل أنه قد أدمن خمر شفاهك، لهذا لابد له من الكتابة عنك، فأعذريني، فلا أملك من أمري إلا الكتابة عنك.