تحدثوا عن الوجع كيفما شئتم واكتبوا الأوجاع بالطريقة التي ترونها أكثر وجعاً.. مروا من أبواب الخيبة وتسكعوا في طرقات الألم ذهاباً وإيابا. صوموا لوحدكم وافطروا بعيداً عن أهاليكم ناموا في العراء أو على الأرصفة... اكتبوا عن الفراق وعن الحرمان وعن الموت.. كل شيء كل شيء يهون أمام دمعة فتاة في ربيع عمرها تعاني كل أوجاعكم في وجع واحد..!!! كل شيء كل شيء لا بأس به أمام بكاء فتاة تحكي كل يوم كل أسبوع كل شهر كل عام وجعها وحرمانها من والدها القابع في السجن..!! الريح يطرق باب منزلهم في الثلث الأخير فتفز من فراشها وقد خيم السواد تحت عينيها أثر السهاد...تفتح الباب لاشيء سوى الرياح..!! السيارات التي تقترب من المنزل الدرجات النارية أبواق عربات الأجرة كل شيء يمنحها أمل قدومه...ولكن دون جدوى. رنين الهاتف صباحات كل جمعة نهاية كل شهر رأس العام ليالي الأعياد كل هذا يضع كومة من الملح على جراحاتها المتفتقة دون رحمة...ولا عودة ولا جواب..!! أم على هودج الصبر تبكي حتى تجلدت أجفانها، وصغيرتان تنام على أمل ووعد والدتهن حيث تقول لهن " سيعود يوم غد إن شاء الله" وفي الصباح يتفقدن فراشه هل عاد..؟؟! يبكين بوجه أمهن: قلتِ لنا أنه سيعود؟ فقط تجيبهن بدمع جزيل. أبرار ماذا نقول يا صديقتي؟ وأي كلام نعبر به يا ابنة عبدالكريم؟ حروفك تغتالنا ونشاطرك الوجع حرفا حرفا ونبكي ولكن دموعنا لا قدرة لها على كسر باب السجان..!! أين أصحاب القلوب الرحيمة أين أصحاب القرار وقد قالت أبرار : " افرجوا عن والدي لأجل أختي وادخلوني السجن بدلاً عنه" أبرار الوجع المسافر في بلادي أبرار القضية التي لم ننتصر لها كمجتمع يمني أبرار الوجع الذي يغتالنا صباح مساء وسيسألنا الله عن ذلك. تفقدوا صفحة أبرار_عبدالكريم_الإرياني وستعلمون ما معنى الوجع الذي يدك عظام الصبر. دعوا حكاياتنا عن المسلسلات الرمضانية ونقدها، وتعالوا نتفقد الضمير تعالوا ننظر لتلك الفتاة التي عكفت عينيها على صورة والدها ولم تكترث بدار ما دار ولا غربة البن بل تفتقد والدها وتنتظر متى سيعود الدار..؟!