إلى ذيب علة، صاحب الكلمة الحرة، والنفس الأبية، والذات الوطنية الشامخة الشماء، أحييك من مدينة لودر، وأكتب هذه العبارات، ومدينتنا مدينتك التي ترزح في الظلام، وتغطس في كومة كبيرة من الإهمال والتهميش.. وبعد إدارة النظر هنا وهناك، إني أقلب عيني حين أنظرهم جميعهم، إنما لا لا أرى أحدًا
كثيرون هم المسؤولون، هنا وهناك، لكنها مسؤولية نظرية لا تطبيق. بعد كل هذا الفحص والعناء الذي يكابدوه المواطنون في هذه البلاد، لم أجد أحدًا حريًّا أن يصل إليه صوت النداء، وحشرجة النحيب العام إلا معالي الوزير نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية. نظرت في مديتنا وإذا الظلام يلبدها، ويغطي أفقها وبطحاءها.. الخدمات ياسيادة الوزير متردية ومتهالكة ومعدومة.. وكنا على هذا البصيص من الأمل في عيش لا بأس به والحمد لله. حتى انقطع الطريق، فانقطعت الأنفاس عن مدينتنا، وأشد ما قطع هذه الأنفاس، هي الكهرباء، والتي تعد العنصر الحساس الذي به تلتوي أعناق المدينة، وتتهالك جميع مراداتهم.
توقفت المحطة عن العمل، فتوقفت الحركة، والتجارة، والصحة، والحيوية. وتم تفعيل الطامعين، والتجار المحتكرين على مختلف الأصعدة التي تضيق الكهرباء في تفعيلها بطريقة متناولة.
يا سيادة نائب رئيس الوزراء، معالي وزير الداخلية هُنا من لودر الحُرة، نحييك، ولكونك الوزير الوحيد الذي يسمع أصوات هتافات شعبك ويلبيها، إنا في هذه المديرية نرزح في الظلام، والشعب مثخن بالجراحات والحمد لله!. لا رواتب، ولا مستشفيات، تجار الثلج سجدوا شكرًا حينما علموا بانقطاع طريق عدن، ومحطة الكهرباء فرحت أكثر يا سعادة الوزير. المرضى بحاجة لربطهم بعدن أو بمستشفيات أكثر تطورًا. معالي وزير الداخلية، خذها من الأخير وبالفم الملآن: أنت عندنا وزير كل الوزارات، لأنك تقوم بمهمات الحكومة وحدك. الصحة، الكهرباء، النقل، حتى تنظيف شوارع المدينة ناشدنا العالَم، ولم يلبِّ لنا أحد، إلا معاليك، فقد قلت لنا: أنا لها.
سامعين خبر دعم مدينتنا بمادة الديزل من محافظة شبوة، دعمًا وتوجيها رسميًا منك. فإن كان صحيحًا، فلا نشك في أنك ستوفي. وإن كان هذا الخبر دعايةً ولا صحة له، فاقطع الطريق، واصنع من الادعاءات حقيقة، وكن معنا بعد الله. راجين لك التوفيق والنصر والسلامة.