خرجت عن الخدمة... لايكاد ينقضي يوم إلا وتصلني عبر جوالي هذه الرسالة التي باتت مستفزة لي ولملايين اليمنيين, والحديث هنا عن المحطة الغازية التي اتخذت من مأرب موطناً لها. يا الله! كم يتفنن أشرار الإنس في تعذيبنا وتحويل حياتنا كل يوم بل كل ساعة إلى نكد وتعب... أكثر من عام ومسيرة الاعتداءات لا تتوقف ، ولم يتخذ أحد موقفا تجاه عصابات التقطع وهواة قطع الكابلات.. استبشرنا خيراً حينما سمعنا أن اجتماعاً لقبائل مأرب يهدف إلى وضع حد لهذا العبث عن طريق فرض غرامات مالية تقدر بنصف مليون ريال على كل من يعتدي على الخطوط الكهربائية.. لكن الانقطاعات لم تتوقف على مدار الساعة, ولم نسمع أن أحداً من هؤلاء المعتدين قد انخرط في صفوف المتسولين بحثا عن مبلغ مالي لتسديد ما فرضته عليه القبيلة. من يصدق أن أبناء العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية يعيشون تحت رحمة بلطجي يتلذذ في إغراق مدنهم في الظلام. والنتيجة عشرات الضحاياسواء في المستشفيات أو في المنازل .فضلا عن تعطيل الحياة اليومية برمتها وتحميل الدولة خسائر تقدر بمليارات الريالات, والجريمة تُسجل ضد مجهول. حالة من السخط تملأ النفوس وبحث مستمر عن غريم يمكن صب حمم الغضب عليه . وتساؤل مع كل انطفاء. من فعل بمحطتنا الكهربائية هذا؟ سؤال لاندري إلى من نتوجه به. هل نوجهه إلى وزير الكهرباء الذي يعيش بين الحياة والموت بعدأن أصابته جلطة حسرة على قومه؟ أم إلى موظفي الكهرباء الذين يترددون على المنازل والمحلات التجارية لتسجيل أرقام عدادات لا تتوقف ولاتعترف بالإنطفاء؟ أم إلى رئيس الحكومة الذي ألجمه البكاء وهو يرى عاصمة بلده تغرق في القمامة والظلام ؟ يبدو أن كل هؤلاء خارج نطاق التغطية ليبقى سؤالنا موجها نحو (مأرب) التي لنا فيها مآرب أخرى.فإليكم نتوجه بالسؤال يا أحفاد بلقيس ويا حماة عرشها.إلى متى سيظل هواة القطع والتقطع يعيشون فساداً في الأرض على مرأى ومسمع منكم؟ ياأحرار مأرب..يامن خرجتم مثل غيركم ونصبتم الخيام في الساحات؛ باحثين عن السلام والأمن والأمان . فلم يصمد الطغيان أمام إقدامكم ساعات..انقذوا مأرب التي لا يذكر اليمن إلا ويذكر سدها العظيم . وحضارتها المجيدة .واليوم باتت لا ترمز إلا إلى الظلام. نحن لا نشك في قدراتكم ورباطة جأشكم في تتبع الأثر والقبض على الجناة الذين أساءوا لكم أيما إساءة وشوهوا تاريخكم الحافل بالبطولات وجعلوكم في مرمى الاتهام . يا آل جدعان يا آل شبوان يا أبناء عبيدة ومراد يا كل الشرفاء في محافظة مأرب هذه رسالة مشفق أوجهها إليكم بأن تتخذوا موقفاً حازما تجاه من تعدى وظلم.. لقد بلغت القلوب الحناجر ولم يعد الشعب قادرا على تحمل المزيد وله فيكم يا أهل النجدة والنصرة أمل فهل أنتم له ناصرون ؟! - مع هشام عبد الملك اليوسفي، محمد عبد الله الجماعي، خليل العمري، ماجد دهيم، عبدالسلام الغباري وهلال المرقب رسام كاريكاتير.