أي خبر هذا؟! وأي فجيعة؟! وأي خسارة حلت بنا؟! يونس أنيس "أحد أعمدة وأركان طب المخ والاعصاب في عدن" وفي الجنوب خاصة وفي اليمن عامة. هامة وطنية، وهامة وكفاءة طبية نادرة كتخصصه النادر. يونس أنيس الإنسان قبل أن يكون طبيب يعالج الكثيرين، يأسرك من أول لقاء معه "كمريض أو كمرافق" بإنسانيته المفرطة، يستحوذ عليك يسيطر عليك ببشاشته وبسمته وضحكته ومزحه وحديثه ، يحتويك بإنسانيته وأخلاقه بلا حدود، يمنحك "كمريض أو كمرافق" الثقة بالشفاء من خلال ما يبعث وما يرسل في حديثه إلى ذهنك والى عقلك من رسائل إيجابية يكون أثرها بادي على حالة المريض بمجرد الجلوس مع الدكتور.. ليس كأي طبيب آخر تجده، ممن يصنعون حواجز عاجية يضعونها بينهم وبين المرضى أو مرافق المريض، ممن لا يتحدثون أساسا مع المريض ومما يحس ومما يشعر به، حتى يشخصون حالته بشكل سليم، يقطعون أي حديث للمريض، ويسارعوا إلى كتابة روشته الفحوصات سواء كانت ضرورية أو غير ضروية اللهم حتى يزيد مبلغ الفاتورة. يونس أنيس كان غير هؤلاء، كان يستقبل المريض بكل ود وبكل محبة وتواضع جم، كأنه ضيف عزيز على عقله وقلبه وكرمه ونبله، ويعطي ويأخذ بالحديث مع المريض، وبعد بعض الفحوصات ينقل صورة متكاملة وبصورة مبسطة للمريض عم يعانيه.. ملايين من المرضى عالجهم الدكتور يونس، رغم الزحمة الدائمة وطول الانتظار في عيادته لكثرة المرضى في طابور الانتظار، الا ان مقابلة الدكتور بذلك الوجه المرح والبشوش تنسيك/ تنسي المريض زحمة المكان وطول الانتظار.. الدكتور يونس أنيس عالج حالات كثيرة جدا، لا تحصى ولا تعد بمهارة طبية عالية، وفر على الالاف أن لم نقل مئات الآلاف طيلة مسيرة حياته الطبية القصيرة عناء وتكاليف السفر والعلاج في الخارج.. يونس أنيس من للمرضى اليوم، الذين كانوا لا يثقون بعد الله الا بك؟! يونس أنيس هناك الآف الحالات التي لا تزال تتعالج عندك، ولا زالت تنتظر موعد العودة لرؤيتك ولإستلام العلاج؟! دكتور يونس لقد استعجلت بالرحيل الابدي عنا وعن عدن وعن عيادتك وعن مرضاك. لما يا كورونا لما تأخذي منا الأفضل، الأكفى، الأجمل، الأنبل والأروع؟!