يمكن القول إن زين الدين زيدان، الذي اعتزل اللعبة في عام 2006، هو واحد من أكبر اللاعبين إثارة في جيله، حيث فاز لاعب خط الوسط بألقاب في الدوري والكؤوس الأوروبية مع يوفنتوس وريال مدريد، في حين ساعد منتخب فرنسا للظفر بكأس العالم 1998 ويورو 2000. ولكن اتيحت لزيدان (40 عاماً)، الذي يعمل حالياً مديراً للكرة في ريال مدريد ويقضي الكثير من وقته مع أسرة زوجته عارضة الأزياء والراقصة السابقة فيرونيك فرنانديز لينيسكو، فرصة أخرى لإبراز مواهبه وخبراته.
فعندما أدرك أصحاب نادي روديه أفيرون، من الدرجة الرابعة ويرتكز في جنوب غربي البلاد، أن زيدان يقضي وقتاً في منطقتهم في بيت أسرة زوجته، عقدوا العزم على الإلتقاء به والطلب منه مساعدة ناديهم المتعثر مالياً.
وقال "زيزو" لبرنامج "بي بي سي وورلد فوتبول" إنه يشعر بسعادة أكثر ليحتل منصباً في مجلس إدارة النادي كمستثمر. وأضاف: "بعض الناس جاء لرؤيتي حول طموحاتهم في روديه، عندها بدأت بالإهتمام بالموضوع وأردت أن أساعد، لأن هناك أشياء ينبغي القيام بها... كانت حياتي قاسية وصعبة ولن أنسى جذوري أبداً،لا يمكن أن تنسى كل شيء لأنك تعمل مع أكبر نادٍ في العالم، بفضل أسرة زوجتي اكتشفت هذا النادي، أحب هذه المنطقة وأقضي الكثير من الوقت هنا وأشعر أنني في بيتي".
ومثل العديد من الأندية في دوري الدرجات الدنيا في كل أنحاء أوروبا، تضرر روديه بشدة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ قال رئيسه جان فرانسوا إنه يواجه صعوبات مالية خطيرة لأنه في منطقة لم تتقدم اقتصادياً بما فيه الكفاية، لذا لديه القليل من الراعين الحاليين والحكومة المحلية لا تدفع للنادي إلا أموالاً قليلة جداً.
ومع خفض الميزانية هبط روديه من الدرجة الثالثة إلى الرابعة، في الوقت الذي اضطر بالحفاظ على بعض لاعبيه الذين كانت لديهم عقوداً لمدة ثلاث سنوات، وتسبب ذلك بأن يكون مديوناً.
لا روديه ولا زيدان سيقولون كم هي المساهمة المالية لأفضل لاعب العام السابق في العالم، ولكن النادي يعتقد بأن التزامه سيشجع في الكثير من الأحيان حرص الرعاة على مشاركة الاسطورة الفرنسي.
وسبق للنادي أن لعب في دوري الدرجة الثانية، ويقول زيدان إنه لا يستثمر وقته وماله فيه من أجل الأعمال الخيرية، بل يرغب بإعادة أمواله ويريد نتائج إيجابية في أقرب وقت ممكن. وأضاف: "لماذا لا نحاول العودة إلى الدرجة الثانية؟ وهذا يعني أن على جميع المعنيين أن يعملوا بجد ووضع الموارد اللازمة في مكانها الصحيح، وهناك حاجة إلى عمل الكثير من الأمور، وهذا متروك علينا، لذلك أنا الآن في مجلس الإدارة للعمل معاً".
وأكد زيدان أنه سيحصل على أحدث المعلومات عن كيفية عمل الفريق من والد زوجته.
فضلاً عن كونه مدير الكرة في ريال مدريد، يخصص زيدان جزءاً من وقته للحصول على شهادة التأهيل للتدريب. ولم يستبعد فكرة قيامه بتدريب نادٍ انكليزي، على رغم أنه ادعى بأنه لم يخطط لذلك في الوقت الحاضر.
من هو روديه أفيرون يرتكز في بلدة صغيرة جنوب غربي فرنسا ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة فقط.
تأسس في 1929 ويلعب حالياً في الدرجة الثالثة للبطولة الفرنسية للهواة– المستوى الرابع في كرة القدم الفرنسية.
كان النادي في الدرجة الثانية في الفترة بين 1988 و1993.
يدربه اللاعب السابق فرانك ريزيتو.
يشار إلى الفريق باسم "لو راف".
في عام 2013 أصبح الفرنسي الفائز بكأس العالم زين الدين زيدان مستثمراً فيه.
