في هذه الأيام المباركة من رمضان الفضيل أتوجه بالدعاء إلى الله جلت قدرته أن يرحمنا برحمته ويشملنا بعطفه ويخرج شعبنا ووطننا من هذه المصيبة الكبرى والتي لم يشهد لها مثيلا في تاريخه الحديث، حيث تكالبت على أبناء شعبنا طامة الحرب الجائرة والتي مضى عليها أكثر من خمس سنوات وأكلت الأخضر واليابس في ظل أزمات مفجعة تضع نصف سكان هذه الأرض الطيبة تحت خط الفقر، ثم ابتلانا الله بجوائح الأوبئة وكورونا والموت الأسود الذي يحصد إخوة لنا وأخوات من أبناء عدنولحج وغيرها من المحافظات في ظل خدمات صحية متدهورة وقيادات سياسية لا يهمها ما يحدث بل تستغل مثل هذه الظروف لتحقيق مآربها وتأمين حياتهم وحياة أبنائهم في عواصم البلدان التي يعيشون فيها، بينما الموت يحصد يوميا العشرات ولا يفرق بين أحد دكاترة جامعة وأطباء وأطفال ونساء وشيوخ تكتظ بهم مقابر عدن، وإنا لله وإنا إليه راجعون. إخواني وأبنائي.. ورغم هذا الوباء العظيم فإن أطراف العمل السياسي تنساق إلى إشعال حرب داخلية مدمرة دون مراعاة للحالة العامة في بلادنا وقد دمرتها حرب السنوات الخمس والتي لم تنتهِ بعد، ولا الأوبئة والجوائج التي تفتك بالمواطن المسكين وتحديدا في عدن الحبيبة، ودون مراعاة لحالة الناس المعيشية البائسة ولا مراعاة لمثل هذه الأيام المباركة والنفحات الرمضانية، فنرى حربا ضروسا في أبين تفتك بخيرة أبنائنا وشبابنا من أبين الغالية على قلوبنا وردفان والضالع ويافع وكأن مآسي 13 يناير 1986 م وحرب 1994 م وحرب 2015 م وما قبلها من الصراعات الدموية التي شهدتها الجنوب والشمال وقد خلفت ما خلفته من جروح لم تندمل حتى اليوم لم نستفد منها. يا أبناء محافظة لحج الأبطال، يا مشائخ ووجاهات الضالع وردفان ويا فع والصبيحة والمسيمير وتبن والحوطة، يا أبناء أبين الأبية مشائخ وأعيان قبلية واجتماعية في شبوة التاريخ.. أكرر مناشدتي لكم جميعا : من منطلق الدين والأخلاق والأعراف القبلية والإنسانية، علينا أن نرفع الصوت لوقف هذه المجزرة التي تحصد خيرة شبابنا وأن نسجل موقفنا أمام الله وأمام شعبنا إزاء ما يحدث من سفك للدماء في هذه الأيام المباركة ونستنكر ونشجب وندين الأصوات النشاز التي تنفخ النار في الكير و توقظ الفتنة وهي نائمة. فالشيخ عبدالرب النقيب شيخ النفير عليه أن يعود إلى رشده وأن يكون داعية سلام من موقعه كشيخ بدلا من إعلان النفير ودق طبول الحرب والتي ستنتهي والمنتصر فيها مهزوم. وإنني لواثق بمرجعيات ومشائخ يافع ممن لا يقبلون هذا العبث الدموي ويحرصون على إصلاح ذات البين بالحوار والحكمة والموعظة الحسنة كما يأمرنا ديننا وأخلاقنا وشيمنا وأعرافنا، وأن نتعظ من مآسينا السابقة. وهو الكلام الذي نوجهه لكل من أشرنا إليهم في لحجوأبين.. أوقفوا الحرب واتجهوا لإنقاذ أهلكم في عدن و غيرها ممن يحصدهم الوباء الخبيث. كما أكرر مناشدتي لأشقائنا في التحالف العربي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبحق الأخوة والجوار والضمير الإنساني أن يعطوا عنايتهم لما يجري في أبينوعدن من قتال وأمراض فتاكة وأن يحذو حذو أشقائنا في سلطة عمان السلام والمحبة التي تقدم المساعدة دون منة ولا جزاء.. اللهم فاشهد...