تشكيلة من وزراء ومحافظين ووكلاء وبرلمانيين في عهد هادي، بل ومنذ عهد صالح كذلك.
ستعتقد وأنت تطالع الأسماء والصفات، بأنك أمام رجال دولة يفترض قد اكتسبوا القليل لإدارتها.. والذي يتجاوز مجرد مصادرة الموارد وملاحقة المخصصات.
صرح هؤلاء - قبل فترة طويلة - من اليوم بأنهم يمتلكون مشروعا" متكاملا" لإدارة الجنوب.. لم يرى أحد أثرا له.
وقبل شهر من اليوم كذلك ، أعلنوا الإدارة الذاتية لكل الجنوب ، عملوا قبلها على حصار المطار بالقوات العسكرية التي تتبعهم في عدن، وتم منع هبوط الطائرة التي تقل رئيس الوزراء ، وزير المالية، وزير الصحة، ووزير الكهرباء.
كان هذا الأمر الوحيد الذي نجح به رجال الإدارة الذاتية اللذين يطالبون المواطنين بالكثير من الصبر.. قبل أن تعود سلسلة فشلهم لتنفرط من جديد
فشلوا في إدارة الجنوب كما أعلنوا ،ولم تتجاوب معهم أي سلطة محلية في مختلف المحافظات الجنوبية ، وانحصر الأمر لهم في عدن.. حيث أخفقوا كذلك بشكل يجعل الفشل ذاته يتوارى خجلا" بجوارهم.
فشلوا في إقناع أي جهة خارجية بالإعتراف بخطوتهم ، أو حتى دعمهم لإدارة هذه المرحلة في ظل الكوارث التي لحقت بعدن.. عليك هنا أن لا تحاول تذكر جولاتهم الخارجية وكم التهليل الذي كان يرافق شخصياتها فالنتيجة الصفرية لهذه الجولات تعلن عن نفسها بوضوح أمامك.
ومع كم الإدعاءات بالإنتصارات العسكرية، سيكفيك أن تعود لخارطة أبين لترى كلا الطرفين يدوران حول ذات الموقعين.
لا تغفل وأنت تستعيد كل ذلك عن التوقيت الذي اختاروه ، حيث عدن بمواجهة قدوم صيفها المعتاد الذي ترافق هذه المرة مع كارثة سيول وكارثة أوبئة أفقدتنا أرواح الكثيرين.. ولو كانوا فعلوا رأفة بعدن وأهلها، وإدراكا" بأنهم يمتلكون جاهزية لمواجهة كل هذا لأختلف الأمر، لكن الواقع أثبت لنا بأنهم قاموا بهذه الخطوات في محاولة لإنقاذ ما تبقى من حضورهم هم ولو على حساب أرواح أهل عدن جميعا".
وفي الموقف الذي أصبحت فيه عدن بين صفين، يمكن لك اختيار صف المغفلين اللذين يجتهدون في خلق المبررات لحالة العجز والفشل الإنتقالية، لكن أمرين أسقطهما من جملة مبرراتك: لا تستر حالة الفشل بقضية الجنوب، ولا تزعم أن هؤلاء اللذين شاركوا الدولة اليمنية في مختلف مراحلها لم يكونوا سوى الأكثر إخفاقا".