*********** بقلم: ✒د/محمد أبوبكر شوبان✍�� تجمد فكري وارتعش القلم في يدي وجال خيالي خارج الزمان والمكان وأنا أقرأ هذه الأبيات للزبيري يرحمه الله: ما كنت أحسب أني سوف أبكيه وإن شعري إلى الدنيا سينعيه وأنني سوف أبقى بعد نكبته حيا أمزق روحي في مارثيه نبني لك الشرف العالي فتهدمه ونسحق الصنم الطاغي فتحييه نقضي على خصمك الأفعى فتبعثه حيا ونشعل مصباحافتطفيه قضيت عمرك ملدوغا وهاأنذا أرى بحضنك ثعبانا تربيه فاستيقظت ذاكرتي على وقع هذه الأبيات التي تحكي كيف تضيع الأوطان وتموت وتشيع ولا يبقى من أثارها إلا أخاديد الحزن وأشباح الخوف والهلع تتجول في أرجائها ومدنها وقراها وبين أزقتها الطافحة بالفقر والجوع والبؤس والمرض تستجد الأرواح الهالكة أن تهبها ولو ظل الحياة ولكن أنى لها والجهل لا يزال يستوطن كل ذرة من رمالها وكل حصوة من جبالها فانكفأت على نفسي أبحث بداخلها عن أطلال وطن حتى ابكيه ومع كل ذلك لست متشائما حتى وإن كان الواقع راسخا في وحل الخيانة والعمالة والارتزاق .. حتى وإن احتجبت الرؤيا واختلط حابلها بنابلها سأظل حاملا أحلامي وآمالي إلى وطن أرى وميضه يشع من بين ركام الألام وأشلاء الجرحى أراه من وراء الحجب المظلمة والغيوم السوداء أراه حلما يراودني في ليلي الذي مهما طال فلابد له أن يسفر عن الفجر مصحوبا بالفرج .. ألا ترى يا أبا تمام بارقنا .. إن السماء ترجى حين تحتجب .. دمتم ودام وطننا شامخا عزيزا على ذرا المجد والخلود . بقلم: ✒د/ محمد أبوبكر شوبان✍��