تشهد العاصمة المؤقتة عدن هذه الأيام حربا قاسية وظالمة تستهدف تدمير ما تبقى فيها من بنى تحتية متهالكة مرتبطة بحياة الناس اليومية من كهرباء ومياه وصحة وبيئة ونظافة وهي لا شك حرب ممنهجة تسير وفقا لأجندة خبيثة تهدف إلى النيل من المدينة وأهلها الذين باتوا يعانون بشكل غير مسبوق أوضاعا إنسانية مأساوية في غياب سلطة محلية فاعلة وصادقة وفي ظل ظروف عصيبة انشغلت فيها القوى المتصارعة على السلطة بحشد الجهود والامكانيات والمقدرات تعزيزا للمجهود الحربي وفتح بؤر جديدة مشتعلة للقتال فيما النهوض بالاوضاع المتردية بعدن لا يعني تلك القوى العابثة التي تتحمل مسؤولية الوضع المأساوي الذي يعيشه أهالي عدن . لقد اشتدت الحرب على عدن وبرزت واضحة من خلال تعطيل كافة الخدمات المرتبطة بحياة الناس الذين اصبحت معاناتهم اليومية مريرة وهم يبحثون عن شربة المياه فلم يجدوها إلا بشق الأنفس ويبحثون عن الكهرباء فلم يجدوها إلا منقطعة ومعطلة وخارجة الجاهزية وذلك في ظل صيف حار وساخن ورطوبة مرتفعة وسط صيف شديد الحرارة لم تشهد عدن مثيلا له في السنوات السابقة ولم تعمل الجهات المعنية طوال العقود الماضية على حل تلك الأزمات التي تزداد تفاقما لاسيما وأن أطراف النزاع المدعومة خارجيا لم تستشعر تلك المعاناة ولديها ما يكفيها من مولدات الكهرباء فيما معظم عوائلها تعيش مرفهة خارج الوطن .
لم يعد الأمر عاديا في عدن في ظل الأوضاع الخدماتية الكارثية التي فاقمت من معاناة الناس الحياتية اليومية بل تأتي تلك الحرب الغاشمة استمرارا لنهج التدمير الذي يستهدف عدن الريادة والحضارة والأصالة والعراقة ضمن سياسة خبيثة تستهدف عدم النهوض باوضاعها المتدهورة على كافة المستويات خدمة لاجندات خارجية تعمل على اغراق المدينة بالازمات والاختناقات الخدماتية وزيادة معاناة الناس الذين ضاقت بهم تلك السياسات والاجندات الخطيرة وهو ما يتطلب اليوم صحوة شعبية واسعة تدرك أبعاد تلك المؤامرة وتعمل على احباطها بكل الوسائل السلمية والإعلان الشجاع عن رفض تلك المحاولات العبثية والعمل على توحيد الصف من أجل تولي أبناء عدن من الخبرات الفاعلة مقاليد السلطة المحلية بالمدينة والعمل على إخراجها من سوء الوضع الخدماتي الراهن .. عدن لم تعد تحتمل مزيدا من الإهمال والتسيب والحرب وقد حان الوقت للانتصار لقضيتها العادلة ولحقها استعادة مكانتها الرائدة التي فقدتها بفعل المؤامرات والسياسات العابثة منذ عقود مضت وكانت من عوامل دمارها وتخلفها عن الركب الحضاري العالمي .