يحل عيد الفطر المبارك هذا العام 2020م والناس مثقلون بالهموم والمخاوف والالم والكوارث الصحية في زمن تفشي الاوبئة القاتلة وتمدد وباء كورونا الرهيب مع تفاقم المعاناة الانسانية التي القت بظلالها القاتمة على حياة الناس الذين زادت احوالهم تعقيدا وسوءا لاسيما مع تاخير صرف الرواتب لآلاف المواطنين الذين يعيشون ماساة معيشية وحياتية قاسية وفي ظل استمرار تدهور الخدمات الاساسية المرتبطة بحياتهم اليومية حيث الانقطاع الرهيب للكهرباء والماء وسط صيف حار وساخن ورطوبة عالية جعلت الحياة مليئة بكل صور المآسي والالم . وياتي العيد وقد حصدت الاوبئة والحميات الفتاكة ارواح المئات من الناس وما تزال الاوبئة تقتل وتصيب كل يوم المئات حتى باتت كابوسا رهيبا يثير الهلع والخوف وسط ظروف صحية عصيبة حيث تعاني عدن في ظل الاوضاع الراهنة التي تغيب فيها الدولة التي تتنازعها قوى مختلفة وجهت جهودها نحو الحرب والقتال في ظروف حرجة كان يتوجب على الجميع ان يبذل الجهد والامكانيات من اجل التصدي للاوبئة الفتاكة وحماية الناس من اخطار بيئية ووبائية تهدد حياتهم وسلامتهم لاسيما مع افتقار عدن للبنى الصحية والطبية الفاعلة وما تعانيه من وضع بيئي وخدماتي متدهور تتراكم فيه القمامات ومخلفات الصرف الصحي التي توفر بيئة ملائمة لتكاثر الحشرات الناقلة للاوبئة القاتلة لكنها للاسف تركت عدن مهملة ومنكوبة تتهدد اهلها كوارث خطيرة .. حياة الناس وسلامتهم لم تعد تحظ باهتمام يذكر .
ويحز في النفس ان ياتي العيد وعشرات الالاف من الموظفين مدنيين وعسكريين بدون رواتب وان معظمهم لم يستلم الراتب لعدة اشهر وخلف اولئك المثقلون بالهموم المعيشية المريرة عائلات تفتقد للحياة الكريمة ولم يجد اربابها مايسدون به البطون التي تعاني من الجوع وظروف الحاجة القاسية كما يعجزون عن توفير ما يفرحون به اطفالهم من كسوة العيد فيما صرفت عائلات كثيرة الكثير من المال رغم شحته وقلته في شراء الادوية التي ارتفعت اسعارها لتلقي العلاج من الحميات الفتاكة التي اصابت وماتزال تصيب مئات المواطنين وتعجز الدولة وغيرها من القوى المتقاتلة عن توفير الدواء المجاني لمواطنين باتت الاوبئة والحميات القاتلة تحصد ارواحهم دون ان يسمع التحالف والمجتمع الدولي مناشداتهم لبذل جهود صادقة لانقاذهم بل يتم تركهم يواجهون المصير المجهول والقدر المحتوم بالموت والجوع والوضع المهين .
وياتي العيد وفي قلب كل مواطن غصة حزن ووجع مع تفاقم المعاناة الانسانية والصحية في ظل حرب عبثية مستمرة لسنوات ست خلفت اسوأ كارثة انسانية ترتب عليها وضع ماساوي على كافة المستويات فيما تلك المعاناة الاليمة المخيفة لم تحفز قوى الصراع على اتخاذ خطوات شجاعة وواثقة نحو السلام بل اتجهت نحو مزيد من الانقسام والاقتتال وفتح بؤر جديدة للعنف الدامي الذي تغذيه قوى خارجية عابثة ليس في اجندتها وقف الحرب وليس في اهتمامها النهوض بالاوضاع المتدهورة وحماية الناس من خطر الاوبئة وظروف الحاجة المعيشية ولم تقدم شيئا لرفع المعاناة الانسانية بل تركتهم يواجهون الاوبئة القاتلة مع سبق الاصرار والترصد وتلك جريمة كبرى لا تغفر .