اثار تفشي وباء فيروس كورونا وتمدده في كل قارات العالم هلعا واسعا بين اوساط المواطنين لما ترتب عليه من اصابات ووفيات مرتفعة احدثت ذعرا داخل المجتمع الدولي بالإضافة الى تداعياته الاقتصادية الهائلة وحجر الناس في منازلهم حتى اصبحت مدن العالم مهجورة فيما حشدت انظمة العالم الإمكانيات الضخمة وسخرت الموارد ومراكز البحث العلمي من اجل التصدي لذلك الوباء القاتل الذي يجتاح العالم وتسبب بكوارث انسانية واقتصادية خطيرة وماساوية . ولا شك ان وباء فيروس كورونا العابر للقارات والذي تعجز دولا متقدمة ولديها امكانيات صحية وطبية متطورة على ايجاد العلاج الناجع لمكافحته قد احدث رعبا رهيبا بين الناس الخائفين على حياتهم وسلامتهم رغم استنفار الدول لكل إمكانياتها وكانها تخوض حربا شرسة من اجل الحياة مع فيروس رهيب ومخيف وفتاك بات يهدد الانسانية جمعاء بمخاطر كارثية .
ومع تفاقم الاوضاع الإنسانية جراء التمدد السريع لوباء كورونا الذي ينتشر مثل النار في الهشيم وما يخلفه من آلاف الوفيات والاصابات تزداد مخاوف الناس في العاصمة المؤقتة عدن والتي لا تحتمل ذلك الوباء القاتل ان غزاها لا سمح الله لاسيما وانها تعيش اوضاعا خدماتية وصحية وانسانية مأساوية ونقصا حادا بالامكانيات الصحية والكوادر الطبية والتمريضة الى جانب عدم وجود بنى تحتية طبية متقدمة في ظل وجود مستشفيات عتيقة تفتقد للامكانيات الفنية والمختبرية المتطورة وتردي اوضاعها الخدماتية وعدم ملائمتها ان تكون مرافق حيوية لاستيعاب آلاف المرضى ولاشك ان تلك الاوضاع الصحية المتردية تثير قلقا بين اوساط المواطنين الذين بات الخوف ينتابهم وهو خوف مشروع من وباء فتاك وقاتل .
ان "عدن" التي تعيش اوضاعا خدماتية متدهورة ومنكوبة بالعديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة مثل حمى الضنك والمكرفس والملاريا والتيفويد والكوليرا لسوء خدمات النظافة وعدم وجود بنى صحية حديثة بالإضافة لما تعانيه منذ عقود طويلة من الاهمال وعدم الاهتمام قد عمقت من عدم ثقة المواطن بالاجهزة الرسمية والسلطات الحكومية المثقلة بالفساد وعدم الفاعلية والمصابة بالعجز ولا يعول عليها بفعل شيء لاسيما مع تصاعد تفشي الوباء عالميا فيما لا يلمس المواطن ما يطمئنه على حياته وسلامته في وقت بات قصيرا فما عسى تلك السلطات الخائبة والفاشلة ان تفعل وتعمل لحماية مواطنيها من خطر وباء يحاصر دول الجوار وبات يقترب من عدن ولم تعد العدة للتصدي لتلك الجايحة الرهيبة التي باتت مصدر قلق وخوف يتنامى أكثر من اي وقت مضى .
لقد حان الوقت ان تشكل لجنة طبية وامنية واعلامية عليا ولها فروع بالمديريات تحشد الطاقات والإمكانيات وتنشر الوعي بين اوساط المواطنين وتكون جاهزة لاستقبال اي حالات محتملة والاهم في هذا الوقت القصير والعصيب ان يصدر قرارا بحشد طلاب كلية الطب والمعاهد الصحية للعمل كفرق طبية وتمريضية يتم توزيعها على اماكن الحجر الصحي المحتملة وذلك لسد النقص في الكوادر الطبية واعطائهم دورة مكثفة حول طرق التعامل مع وباء كورونا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وتجهيز المستشفيات الرسمية والعسكرية وتوفير ما تحتاجه من امكانيات بالاضافة الى استنفار كافة الاجهزة الامنية والعسكرية التي تزدحم بها عدن للقيام بواجب النظافة العاجلة وتعقيم المدينة وتلك اهم الواجبات الوطنية التي تستدعي تضافر الجهود ورص الصفوف لخوض حرب ناجحة ضد وباء مخيف يهدد الجميع بكوارث انسانية مأساوية .