قبل أن اعرج للحديث عن موضوع عدن العاصمة على الورق اود التعبير عن اداتنا لجريمة اغتيال المصور الصحفي العالمي نبيل القعيطي الله يرحمه, هذه الجريمة التي نالت استنكار واسع من معظم الأطراف السياسية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية لان القعيطي مصور صحفي عالمي ولم يكن حامل للسلاح وهي إدانة لكل استهداف يطال البقية في حقل الصحافة والإعلام. أعود لعنوان المقال " عدن عاصمة على الورق " : لقد حظيت عدن بنصيب الأسد من الاهتمامات الإعلامية لعل ذلك يرجع لكونها العاصمة الجنوبية وكذلك العاصمة المؤقتة المعلنة من الرئيس هادي بعد سيطرة حركة عبدالملك الحوثي على صنعاء في 2015م. لكن في الوقت الذي تحظى به عدن بذلك الاهتمام في الإعلام وشبكات التواصل.. إلّا انها ماتزال عاصمة على الورق بعد ان تم تدميرها في الحرب, وامابعد تحرير عدن فلم تنال عدن ما كان يأمله الشعب, بل تم إهمال إعادة أعمارها كما صرح بذلك وزير الخارجية الأسبق عبدالملك المخلافي بأن هناك خلاف بين أجنحة الشرعية بين مؤيد لرأي بقاء عدن كما هي مدمرة خشية انفصال أو استقلال الجنوب, ورأي مؤيد لأهمية بناء عدن وتطويرها لتكون نموذج. لقد كان بناء عدن لو تحقق في الواقع سيكون نموذج يعبّر عن نجاح للتحالف وللشرعية والقوى الجنوبية التي بيدها السلطة..وسيظهر ان عدن عاصمة بالفعل كما هي عواصم العالم, وان التحالف والشرعية قد قدموا مايجعل الشمال الغير خاضع لسلطة الرئيس هادي يتحسرون على عدم القبول بالشرعية وبالتحالف ويتجهون للسلام طمعاٌ في ان ينال الشمال من الخير كما نالته عدن والجنوب لو انه تم بالفعل تحقيق ذلك, ولكن لو من عمل الشيطان.! فماهو في الواقع وليزعل من زعل من الحقيقة, ان عدن ما تزال عاصمة على الورق وتنتظر البناء والتطوير, فهل من يحقق ذلك قبل الحل السياسي الذي لايتعارض مع موضوع الكهرباء والطريق والصحة والخدمات وغيره الخ.....؟ ان التعجيل باعلان نتائج الحوار الجديد في الرياض بين الشرعية والانتقالي بات ضرورة للخروج من هذا الوضع. ان بقاء عدن كما هي معطّلة في التنمية والبناء لدوافع سياسية لن يمنع أنصار استقلال الجنوب من المضي في خيارهم لان ذلك المطلب لم يكن وليد 2015م بل منذُ يوليو 2007م بل منذُ إعلان الرئيس الجنوبي السابق علي البيض فك الارتباط في 94م.. وبالتالي فمسألة عرقلة بناء عدن هو عقاب للجميع بما فيهم الذين هم مع خيار الشرعية أو ليسوا طرفًا في الصراع, وهو عقاب لن يغير من المعادلة في الواقع فهل من يتفكر ؟ أن الوضع لم يكن على مايرام قبل أغسطس 2019م وقبل سيطرة المجلس الانتقالي وإعلانه الإدارة الذاتية.
مع عدم اغفال مسؤولية المجلس الانتقالي على عدن حاليا فهو المعني بالبحث عن حلول قبل غيره بحكم سيطرته عليها..فهل تخرج عدن من وضعية عاصمة على الورق وكم من الوقت نحتاج لذلك..؟ على الطريق.. هناك من يزايدون باسم الأخ الرئيس هادي وكأنهم اوصيا عليه مزايدة اثبتت أنها كاذبة من خلال تجربة تخليهم عنه في صنعاء في 2015م واسألوا من كانوا أول من زاره في بيته وهو محاصر للتضامن معه وتحدثوا مع حركة الحوثي حول رفع الحصار عنه.
ومن اول من زاره في عدن بعد وصوله إليها أو وقف معه بعد ذلك..فلا تزايدوا على غيركم باسم الرئيس لمجرد ان البعض انتقد غيابه عن متابعة وضع الناس في عدن وتوفير خدماتها في ظل جائحة كورونا وهو مطلب حق لهم. والله ولي التوفيق والهداية..