شعور لايوصف من الألم والحزن والقهر من جراء الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها أبرز رموز الجنوب الإعلامية والسياسية الشابة على أيدي الغدر والخيانة في العاصمة الجنوبية عدن والتي كلما أوجعتها مقاومتنا الباسلة في أي من جبهات الجنوب لجأت إلى الرد المعتاد لها على مر السنين باغتيال كوادرنا الفاعلة والنشطة في شتى مجالات العمل الوطني. الإعلامي والمصور العالمي نبيل القعيطي النبراس الذي سطع في عالم الصحافة وسلط جهوده خدمة لقضية شعبه العادلة وضحى بروحه الطاهرة في سبيل تحرير هذا الوطن الجريح الذي اهتز من أقصاه إلى أقصاه أثناء سماع خبر استشهاده ظهر الثلاثاء 2/يونيو 2020م والقعيطي بالوقت نفسه يعي تماما أنه يخوض بقلمه الشريف وكاميرته الأنيقة أقوى المعارك في مختلف جبهات الجنوب وعلى يقين أنه مشروع شهيد لكنه لم يضع في الحسبان أن العدو الذي نواجهه دنيء وحقير إلى درجة تعقبه واغتياله في بوابة منزله .
نعم خبر استشهاد نبيل لم يستوعب حتى اللحظة فالابتسامة المألوفة على شفتيه جعلتنا والكثير ممن يعرفه لايصدق ماحصل بالضبط وحتى بالنظر إلى الصور التي تركها بعد رحيله مؤنسة للغاية إذ لايخفى على أحد أنني بذاتي كلما نظرت إلى صورته وهو مبتسم ظننت أنه سيكلمني فتلك النظرات إلى صورته وإلى ابتسامته تجعلني استعيد ذكرياتي معه أثناء مرافقتي إياه بمهمة إعلامية من العاصمة عدن إلى محافظة الضالع في شهر رمضان قبل الفائت ومن ثم العودة إلى العاصمة عدن ليلا في رحلة أظن أني استفدت منها كثيرا في المجال الإعلامي من خلال مادار بيننا من حديث طويل في هذا الجانب.
بعد سماعي نبأ استشهاده الذي آلمني كثيرا أستقبلت الليل ونفسي مكلومة وكنت حينها أصب غضبي على القيادات الأمنية وأرسم في مخيلتي خططا أمنية للكشف عن الجناة والقبض عليهم لينالوا جزاءهم فالفاجعة كبيرة والقلب موجوع والنفس مكلومة فلجأت إلى الشعر لأخفف عما بقلبي من ألم وكنت ساخطا على الجهات الأمنية لأنها لم تقم بواجبها الذي يريح النفس ويرضي الجميع فقلت في محاولتي الشعرية هذه الأبيات :
حزب الخونجة من بلدنا مارحل/ ولا ضبطنا كل متآمر عميل..
ياهاجسي بالله بادر لي بحل / لافين نوصل والقتيل بعد القتيل..
لا الأمن للجاني تعقب واعتقل/ ولا لهذا الوضع حصلنا بديل..
هل من قيادة أمنية تسعى وهل/ تقوى على رصد الجرايم بالدليل..
وين الطقومات وينهم كمن بطل/ ذي عالعواكس طاردونا بالصميل..
وإلا كفاكم ياقيادتنا جدل/ ماهو هدفكم من وراء مقتل نبيل..
في الأخير لايسعني إلا أن أترحم على روحه الطاهرة وأقول أنه كان بمفرده جبهة متكاملة لاتقل شأنا عن جبهات القتال المشتعلة في الضالع وأبين وباقي جبهات الجنوب فرحمة الله تغشاك أخي وصديقي نبيل القعيطي وأسكنك الله فسيح جناته وألهمنا وكل محبيك الصبر والسلوان إنا لله وإنا اليه راجعون..