"يا أخي.. سكان اليمن كم؟ 25 مليون..! يموتوا 24 مليون، ويعيش مليون أحرار" نقلتُ الكلام حرفياً من مقابلة لعبدالله صعتر، واحد من أبرز قيادات حزب الإصلاح التاريخيين، مع قناة اليمن الفضائية. طبعا تغاضوا هنا عن الطريقة المستهترة التي يتحدث بها عن ملايين من البشر يجب التضحية بهم، لا يجرؤ حتى أشرس مسئول مليارديري فاسد أن يتحدث بها، وبنفس مستوى الخفة والاستهانة والاستهتار، عن مبالغ بهذا الحجم، وبالريال اليمني... الملاحظ هنا أن صعتر استخدم ضمير الغائب "هم"، وهو بصدد التبجح بالقدرة على التضحية، ولو أخذنا سياق حديثه المتمثل بهروبه من المواجهة ومكان إقامته وقت المقابلة، لاكتشفنا بسهولة أي من المجموعتين (المضحية والمستفيد من التضحية) أختار الشيخ صعتر أن يضع نفسه فيه.. طيب نخلي قليل الزنقلة على الشيخ صعتر، وننسى كل ذلك.. نعمل حسبة رياضية بسيطة في معيار النضال الوطني: مئات من أرواح الشباب المدنية السلمية الطاهرة أسقطت علي عبدالله صالح وهو في عز جبروته، ويملك مشروعية وحاضنة اجتماعية أكبر وأقوى، فما الذي يمنع تكرار الأمر، بدل من التضحية بأربعة وعشرين مليون إنسان حتى يعيش صعتر في حرية؟ آه فهمنا... الأربعة والعشرين مليون سيتم تجنيدهم للدفاع عن شبوة وحضرموت، الأربعة والعشرين مليون بمن فيهم الحوثيين وفق التعداد السكاني الصعتري؟ قال بيان الإصلاح قال...