نظام صنعاء يطلب العفو من الجنوبيين عبر ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني وبتوجيه من رئيس النظام الحاكم وحمل في طياته معالجات آنية منها عودة المسرحين قسرا عقب حرب 94م إلى أعمالهم وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة الجنوبية المصادرة التي عمل متنفذي النظام على مصادرتها ووئدها وتوزيعها غنيمة حرب وصولا إلى خصخصتها عبر سلسله لتصفيه القطاع العام الذي أنشأته الدولة الجنوبية الفتيه التي دخلت في عقد الشراكة مع دوله الجمهورية العربية اليمنية ,وجل ما تم تنفيذه هو أعادة تموضع بعض القيادات العسكرية الجنوبية الذين أعلنوا ولائهم للنظام في وحدات أطلق عليها مناطق عسكريه أضافه إلى مبادرة العشرين التي تجاوز الجنوبيين ما تضمنته وربما كانت تصلح من قبيل تحسين وجه النظام في وقت سابق جدا.
هذه المحاولة التي أصفها بالتخديرية من قبل سلطه صنعاء الهادفة إلى ثني الجنوبيين عن التفكير في مساوئ الحوار أولا والاستعمار بصفه عامه ثانيا هذا الحوار الذي تديره قوى حزب المؤتمر الشعبي العام و حلفائها التي انضوت في عهد وتحالف جديد معها ويمهد إلى دك مشروعيه استعاده الدولة الجنوبية وأضعاف زخم التوهج الجنوبي و خلخله قوى الثورة الجنوبية وهو نفس السيناريو الذي دائبة عليه السلطة المحتلة للجنوب منذ زمن والتي تعاملت مع معالجات ترقيعية وعبر أشخاص تعتبرهم نواب عن المؤسسات الجنوبية التي التحمت مع مكونات الدولة الشمالية وفي الحقيقة لا يمتون إلى تلك المؤسسات بصله والمشاهد وكأنهم وضعوا قائمين عليها فقط لتصفيه حسابات مع هذه المؤسسات وموظفيها .
ماذا يفيد الجنوبيين معالجات بسيطة بعد تدمير الجنوب أرضا وأمة و طمس هويته الوطنية واستباحة أرضه ونهب ثرواته ودك بنيته التحتية ,وهل أعادة المشردين والموقوفين عن العمل يمكن أن يحل المشكلة و هم يحسون أن المؤسسات التي يعملون فيها تذهب مصادرها وعائداتها إلى النظام الذي نكل بأهاليهم وقتل أبنائهم ويستخدمها في فرض سيطرته الأمنية والعسكرية على الجنوب عبر تضييق الخناق على مسيره الثورة التحررية بشتى الطرق وبواسطة بعض الأدوات المستخدمة لضرب قضيتهم وإعطاء شرعيه إضافية لبقاء النظام ورموزه في الجنوب المحتل وبقائهم مستخدمين يجندون لصالح فناء قضيتهم و مدخلا أخر للاعتراف بشرعية الحرب والالتفاف على قرارات مجلس الأمن الصادرة في العام 94م .
أن ما يمكن أن يقبله الجنوبيين ويرتضوه مقابل مسلسل الإبادة ضد الشعب الأعزل هو الاعتراف بحق الجنوبيين في سيادتهم على أرضهم والإقرار بان الجنوب الأرض والإنسان دخل في وحده سياسيه مع الشمال من حقهم استعادتها وبسط سيطرتهم على حدودها الجغرافية وحمايتها ومقدراته الوطنية عبر حوار ندي ربما أذا تعنت النظام سيرفضه الجنوبيين مستقبلا كما رفضوا حلولا طرحت سابقا وتعنت وماطل النظام في الإقرار بها .
هذا ما يمكن أن يحققه الشمال للجنوب ليتحقق التصالح والتسامح بين الشعبين الجارين عبر التصاريح أولا ليعم التآخي بين الدولتين وليحقق تبادل المنفعة في شتى مناحي الحياة .
الاعتذار الأمثل الذي يمكن تحقيقه هو الاعتراف بخطأ احتلال الجنوب وما ترتكبه سلطته ضد شعب الجنوبي وتجنيد المليشيات التي تعمل على قتل الأبرياء وتسليم كل من أسهم في المجازر التي ارتكبت للمحاكمة ومن ساهم في تأجيج الصراع والتعبية ضد الجنوبيين والتزام النظام أمام المجتمع الدولي بتعويض الجنوبيين مقابل هذه الفظائع و النهب المنظم لكل مقدرات الجنوب منذ94م,دون ذلك ستضل الوقائع قابله للتصعيد المستمر والتطور إلى حاله من الصعب السيطرة عليها وستخرج إلى بعد أخر يمكن تحييد الشمال كليا عن المشاركة في حل قضية الجنوب .