يوجد على سطح هذه البسيطة دول عظمى , دول ذات سيادة وريادة علمياً وعملياً , اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً غزت الفضاء وأحدثت ثورة معلومات قربت المسافات أنطقت الحديد وقربت البعيد كاختراع الأنتر نت والطائرات الحديثة فائقة السرعة والاختراعات فوق الصوتية وثورة تكنولوجيا ( النانو ) مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية , الصين , بريطانيا , فرنسا , روسيا , اليابان , ألمانيا وهناك بلدان واعدة وصاعدة أحدثت ثورة صناعية وعسكرية متطورة بالاعتماد على الذات مثل الهند , البرازيل , كوريا الجنوبية , تركيا , إيران وهناك دول تتلمس الطريق القويم تحاول جاهدة اللحاق بركب العالم المتقدم والواعد الصاعد ومثال على ذلك اندنوسيا , المكسيك , ماليزيا , وهناك دول على بساط هذا الكون تتخبط في ظلام دامس وتعيش في الحضيض ومستنقع الجهل والجهالة ومرابع التخلّف لا تحمل أية مشروع تنموي ونهضوي وليس لديها رؤية للمستقبل وفي مقدمتها دولنا العربية من المحيط إلى الخليج دون استثناء اقتصاداتها ومشاريعها ( ريعية ) – تجارة ونجارة وعطور وبخور وعمارات وعقارات واستثمارات فندقية وسياحية وتطاول في البنيان , لا يوجد لديها اقتصاد إنتاجي وصناعي حديث ومتطور اقتصاداتها قائمة على الخدمات ومشاريعها التنافسية تدخل في كتاب غيينس للأرقام القياسية كأكبر وأطول برج في العالم , أكبر صحن كبسة في العالم , أكبر صحن تبولة في العالم , أكبر صحن كسكس رويال في العالم , أكبر قرص ساندوتش في العالم معمول من شوارمة البعران – ( بفك ومقرمش ) – ( حار نار ) – وعلكة غندور وحلبه وسلته وفحسه , ومشاريع لوحات زيتية ولوحات بيتية يصرف على شرائها مئات الملايين من الدولارات من مال الشعوب المغلوبه على أمرها ومثال على ذلك شراء لوحة –( المسيح المُخلص ) – ل ( دافنشي ) - , ومشاريع شراء بوارج وطائرات حربية وراجمات صواريخ وقذائف خارقة وحارقة من الغرب عموماً ومن حاكم البيت الأسود الأمريكي – ( المخ.. لص ) – ( ترامب ) خصوصاً – بلداننا العربية لا يوجد فيها مشروع واحد يعتد به ويعتمد عليه ويطمأن ونتباها ونتفاخر به أمام شعوب العالم , مشاريعنا مشاريع شراء أندية رياضية وقمصان لاعبين , مشاريعنا مشاريع – ( زبادي أمهنا زبادي طول أمسنه ) - وحليب المراعي الفاخر والباهر – ( البقرات استرالية والأعلاف أرجنتينية وأدوات الحلب هولندية ) – والمحصلة والنتيجة حلت علينا الذلة والهوان , مشاريعنا العربية – ( ماسناه الثور شربه ) ..!! – مشاريعنا العربية هي مشاريع نظم حكم ساطحة , باطحة على العرش , مشروع الحاكم العربي الرمز والمغوار هو مشروع اللطش والبطش مشروع توطيد أركان حكمه وعرشه , أنظمتنا العربية لا تختلف عن بعضها – ( ضفعة ) - وانشطرت إلى اثنان وعشرون قسم , عالمنا العربي في ظل حكم الزعيم الأوحد والرئيس صاحب الفخامة والزعامة والملك صاحب الجلالة والشيخ المُعظم والسلطان المفُدى – ( أولاد عبدالواحد كلهم واحد )- قادتنا العربان والأعراب والمستعربين لا يوجد لديهم مشروع البته هم الوطن والشعب والثورة والدولة والجمهورية – ( أنا الوطن والوطن أنا .. أنا التولة و التولة أنا .. أنا الشعب والشعب أنا .. أنا الثورة والثورة أنا .. أنا الجمهورية والجمهورية أنا .. أنا المملكة والمشيخة والسلطنة والمملكة والمشيخة والسلطنة أنا ) – مشروع الحاكم العربي أولاً وأخيراً الحفاظ على العرش وتكبير الكرش وتنمية القرش , الحاكم العربي القائد الضرورة جاثي على صدر شعبه يروث فوق من يشاء ويضفع فوق من يشاء ويرفس من يشاء وينطح من يشاء وقت ما يشاء وكيف ما شاء وهناك جوقة من الطبالين والزفانيين والمغطرفين والكاحتين والكتبة يلتفون حوله ويزوقون له كل عمل باطل وفعل عاطل , ولطالما – ( العين ما تعلاش على الحاجب ) ..!! – والحشم والخدم تُقبل الركب والشوارب ولطالما لا يوجد هنالك رقيباً ولا حسيباً على ظل الله في الأرض الذي لا ينطق عن الهوى سنظل نراوح مكاننا وعلى نفس الحال والمنوال , حاكمنا العربي لون بلاعون وشكل من غير مضمون ومظهر من دون جوهر , حاكمنا العربي مصاب بفيروس – ( الغطرسة ) – وداء – ( العنطزة ) – وبلاء – ( الفنطزة ) – ولكنه خالي من أية فاعلية – ( أسداً عليّ في الحروب وعند الغرب والشرق حملٍ وديع وملطشة ونعامه ) – وبما أن لكل مُقدمة نتيجة فإن النتيجة والمحصلة النهائية أن نظل في محلك سر وخطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء – ( رزحت عبيد ) – سنظل نقبع في غياهب – ( جحر الحمار الداخلي ) – نحن أمه مُستهلكة نستورد كل شيء من ( الأمبسلين ) – إلى كيس ( الطحين ) ومن الطلقة إلى السيارة والطيارة ولا خير في أمه تؤكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع .