تحديات البقاء بقلم: م. عمر احمد باعشن استوقفتني تقديرات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة حول معدلات الانقراض لانواع الحياة الفطرية فقد جاء(ان 1 من 4 هو نسبة انواع الثدييات التي تواجه خطر الانقراض في القريب العاجل)، وناهيك عن مختلف الاسباب التي تواجه العالم والتي تؤدي الى الانقراض وفي مقدمتها العوامل الطبيعية كالتغير المناخي والعوامل البشرية مثل تدمير بيئات معيشة تلك الانواع بفعل الانشطة البشرية والاتجار بها والتلوث البيئي ...الخ،فان المشكلة في اليمن تتضاعف في ظل ما تعيشه البلاد من اوضاع حرب وتراخي في تطبيق القوانين التي تجرم الاعتداء على الطبيعة |. لقد كان لي حظ مشاركة خبراء دوليين ومحليين لدراسة وتتبع حياة اهم الانواع المهددة بالانقراض في البيئة اليمنية في فترات متقطعة بين اعوام 2003-2012، تمكنا خلالها من التنقل بين صحاري وجبال اليمن في معظم الحافظات وكان حظ جهود حماية البيئة حينها هشا ولكن لم يصل الى ماوصل اليه في الوقت الراهن، وكنت سعيد حينها بتوفر معلومات مؤكدة حول توفر انواع نادرة ومهددة بالانقراض في البيئة اليمنية بشكل طبيعي في الوقت سجل اختفائها من بعض الدول الاخرى واقتصر تواجدها في حدائق الحيوان والمحميات التي تدار من قبل تلك الدول. ففي عمران تم اثبات وجود النمر العربي خلال الفترة من 2000-2003 وفي حجة دلت الفحوصات للحامض النووي (DNA) التي اجريت لعينة شعر تم جمعها من احد الكهوف بوجود النمر العربي وكان ذلك في العام 2008 واثبتت احدى الكاميرات التي وضعتها احدى الجمعيات غير الحكومية النمر العربي في حوف على الحدود مع سلطنة عمان وهو امتداد بيئة تواجد النمر في صلالة في الجزء الغربي من عمان ، وكنت قد قمت بمراقبة تواجد الوعل العربي في الهضبة الشمالية من وادي حضرموت واثبتنا تواجده فيها بعد رحلة بحث استمرت سته اشهر وهناك كثير من الاستدلالت لتواجد الغزال الجبلي في ماربوحضرموت وشبوه والمهرة مع شحة المعلومات حول تواجد الانواع الاخرى من الغزلال اليوم ربما لم تجد تلك المعطيات السابقة متاحة فقد اختفت الكثير منها نتيجة للقتل والصيد العشوائي وان كانت هناك بعض المعلومات تشير الى ظهور النمر العربي في الضالع وتسجيل حالات قتله بشكل متكرر وهو مايستدعي تحرك بعثات علميه لتاكيد تلك المعلومات والمحافظة على تلك المنطقة التي قد تكون اخر ملاجى النمر العربي في الوقت الحاضر. صورة قتل النمر العربي في الضالع ابريل 2014 (عبد السلام الجعبي) ان اليمن من اغنى الدول في المنطقة بالاتنوع الحيوي فقد ساهم موقعها الجغرافي في وجود تنوع كبير في البيئة الطبيعية وسجلت الدراسات (71) من الثدييات البرية تعود الى ثمان رتب حيوانية كما سجل )370-400)نوع من الطيور منها (190) في جزيرة سقطرى وبلغ عدد البرمائيات المسجلة (117) نوع . اننا امام تحدي حقيقي في رسم سياسات فعالة وخلق مجتمع واعي ومتجاوب مع كل الاطر التشريعي التي تحد من العبث بالتنوع الحيوي وتصون موائله وتؤمن ديمومته للحاضر والمستقبل وذلك لن يتاتى دون برامج هادفة وشراكة حقيقية مع ابناء المناطق ذات التنوع الحيوي النادر الوجود في البيئة اليمنية