الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. مما لا شك ولا لبس فيه أن اللغة العربية نزل بها القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينذر أمته التي نزل القرآن الكريم بلسانها كما قال تعالى(وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) وقال تعالى(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم)..
هل كل ما نتكلم به في المقايل والمحافل الإجتماعات من صميم اللغة العربية الفصحى؟ ليس كل ما نقوله فصيح فقد باتت تندثر الفصحى على إلسنة الكثير باستثناء الخطب والمحاضرات والمنتديات والمدارس أحيانا ولذلك لثمة أسباب ولعل من أبرزها:- وقعة أغلب الدول العربية تحت وطئت الإحتلالات من قبل بعض الدول الكافرة التي تسعى لفرض نفوذ لها وتوسيع رقعتها الجغرافية والمكث في الدول العربية عشرات السنين مما ساهم ذلك في تغيير كثير من المصطلحات والمسميات التي يلوكونها العرب بألسنتهم وطمس بعض المسميات أحيانا..
لكن وإن وجدت ثمة تغيرات إلا أننا نجد غالبية كبار السن لديهم تراث كبير وموروث عميق من الفصحى . يشمئز أحيانا البعض من أبناء الجيل المتصاعد ويطلق عبارات مهترئة عندما يسمع من كبير السن عبارة لا تتوافق مع مايلوكها بلسانه ولم يدري هذا الذي يسمى نفسه متفاصح أن كلام ذلك الكبير مصدره من منبع الفصحى التي جرت ألفاضها في القرآن الكريم...
تعال معي أيها القارئ الكريم لأسرد لك بعض المصطلحات والمسميات الفصحى.. (1-جذنة)ورد لفضها في القرآن الكريم في سورة القصص بلفظ(جذوة)إلا إن اللسان باللهجة الدارجة أكل فيها حرف (الواو) واسبتدله (بالنون) بمعنى شيئا من بقايا النار أو الجذور المتفحمة كثيرا ما نسمعها من أجدادنا الذين بلغ بهم الكبر عتيا...
(2-نصطلي)وهذه من المسميات التي لا تخلو من ألسنة كبار السن بمعنى نحتمي من البرد وذلك من خلال إشعال النار ووضع فيها الجذور حتى تقيهم بأس ما ألم بهم من البرد الغارس .وهذه مستنبطة من قوله تعالى عندما حكى عن كلميه موسى عليه السلام (فلما قضى موسى الأجل.....إلى قوله تعالى لعلي آتيكم منها بقبس أو جذوة من النار لعلكم تستطلون)
(3-ولجة)مستمده من قوله تعالى في سورة الأعراف عندما ضرب الله تعالى مثلا للمكذيين بآيات الله أن دخولهم الجنة من المستحيلات قال تعالى(إن الذين كفروا بأياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط). فسر بأنه البعير وقال ابن مسعود هو الجمل ابن الناقة وقال الحسن البصري حتى يدخل في ثقب الإبرة... فاستنبط أجدادنا(ولجة) من قوله تعالى(يلج)بمعنى الولوج من الباب أو النوافذ وما شابهها وهذه أيظا نسمعها دائما وتصدح كثيرا في أذهاننا(ولجة)
وللحديث إن شاء الله بقية ونستطلع فيه على الكثير من المسميات والمصطلحات التي باتت قليلة على ألسنة الجيل المتصاعد إلا في سن الشيخوخة والكهولة ؛؛ دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....