نثر كأغنية تُراثية قديمة من ذاك الزمن الجميل أُغنية غزيرة بالكلمات الرنانة والأبيات الجميلة التي تشبه جمال تلك الأيام اللواتي قضيناها معاً تحت سقف واحد ذلك السقف الممتليء بالثقوب من شدة الهزات الأرضية التي كانت تفزعنا وترعش أجسادنا عندما نسمع وحشة ذلك الصوت الذي يشبه أصوات الصواريخ في هذا البلد الحزين أُغنية هجرها شباب هذا العصر فشدت قلوبهم للبحث عن الأُغنيات الغربية التي لا نفهمها نحن ولا أؤلئك أعيشُ بين أربعة جدران مُصدئة وكأنهما قطعة حديد في شنطة تسلل إليها الماء عبر ثقوب ذلك السطح في لحظة هطول قطرات المطر عندما كانت عقارب ساعة حُبي تبحث عنك تائهً لا أجد ثمة بوصلة كي تقودني إليك قلبي توقف عن النبض وكأنه ألة موسيقية في ثمة رف مهجور تركها العازف وغاب عنها هكذا دون رحمة لكنني لستُ أدري ما الذي جعلكِ تقررين وتغادرين من جواري هكذا فجأة دون أن تخبريني بأنكِ ستذهبين لمكانٍ بعيد وتتركيني هُنا أحترق كما تحترق قطعة قماش مُبللة بالبنزين هُنا وحيداً أفتشُ عنكِ في حدقات عيناي حيثُ كنتِ تسكنين وترقصين هُنا أبحثُ عنكِ في غُرف قلبي حيثُ كنتِ تضحكين وتتمايلين وهنا أدور عليكِ بين خانات الذكريات والأُمنيات وصوت الأُغنيات وعزف الكمان ودقة العود وعزف الوتر لكنكِ بعيدة ولوحدتي لا تكترثين لا شيء هُنا يجعلني أحب الحياة هأنذا أتنتهد من أقصى نُقطة في القلب فيسرح خيالي إلى البعيد ثم أتذكر كل لحظة ممتلئة بالحُب والشغف فتزداد التنهيدات حتى يكاد أن يسقط جسدي أرضاً كما تسقط ثمة نخلة من شدة الرياح ما ذنب عاشقٍ مثلي أحبكِ حد الجنون فكان جزاء هذا البُعد والهجران وطول المسافات ما ذنب ثمة قلب يعاني الويل منذُ تركتِ هذا الجسد وحيداً بإستثناء الدموع الغزيرة والوجع والذكريات هأنا أعترف بأنني كنتُ ساذجاً عندما نثرتُ حُبي إليكِ كما ينثر الفلاح حبوبة في أرض الريف ويا آه ويا آهات لو كنتِ تشبهين تلك الأرض وأنا ذلك الفلاح لأنني كنتُ سأقطفُ كثيراً من الفواكهة اللواتي زرعتهما في أرض قلبك وحدائق وجنتيك ليتك تعلمين بأن فلاح قريتنا يستعد لجني ثمرة الحبوب التي نثرها في ثمة أرض ويا ليتك تشعرين بثمة عاشق يفتش عنك في أزقة ودولاب منزله ولم يجدك فيجني مقابل غيابك كثيراً من العذاب والدموع والوجع الغزير في القلب.