حماسٌ بلا معرفة نورٌ بلا ضياء توماس فولر الحماس والاندفاع لايخدمك بشكل دائم بميدان الحرب وطاولة السياسة. مايعني قد تحقق نجاح بسيط اليوم وتقع في حفرة سحيقة في قادم الأيام.
في العمل السياسي والعسكري اهم معيار للعمل العقل الذكي بجانب منهجية المعايير المهنية. ما يخدمك في طاولة السياسة وميادين العمل العسكري مهندس السياسات الاستراتيجية وقوة النشاط المخابراتي ومهندس الحرب الميدانية، يجيد مهارات هذه الأعمال خريجي الأكاديميات السياسية، العسكرية والشرطية وليس الممارس فقط. الحماس والشجاعة تحقق انتصارات لكن لاتكون انتصارات دائمة في ساحة الحرب وطاولة المفاوضات السياسية، بغياب المتخصصين. بالشجاعة نستطيع تحقيق انتصار مرحلي ولكننا قد نسقط في معركة استنزاف للمال والسلاح والرجال وخداع في طاولة السياسة وفق ماخطط له من الطرف الآخر.
احد اسباب تفوق خصومنا السياسيين ببعض الملفات اعتمادهم على المؤسسات والمتخصصين في تنظيماتهم برغم فسادهم .
نحن نحتاج روح ثورية أخلاقية وعمل مؤسسي حقيقي تحت إدارة عناصر متخصصة. " لايكفي ان تكون مقاتل شجاع ومنعدم البصيرة بنفس الوقت".
بمصالح الدول المصداقية والمعيار الأخلاقي لايوجد له مكان، كل طرف يبحث عن مكسب سياسي، اقتصادي، أمني قد يكون ذلك على حساب مصالحك الوطنية. " نحن نحتاج براغماتية سياسية تتعامل بواقعية تتغير مع المتغيرات دون التفريط بالثوابت الوطنية".
عندما نراجع أحداث محافظة ابين وموقف الأطراف الإقليمية السلبية من الأحداث يتضح ان الهدف استنزاف الجميع دون أن يحقق احد اي انتصار ميداني يرفع من مكاسب الطاولة السياسية بقدر ماهو مطلوب أطراف ضعيفة في حالة انهاك تقبل بطرح الطرف الثالث دون أن تكون صاحبة قرار بالقبول والرفض.