تحركت من قريه امعين في منتصف ابريل 1994 ذهابا الى العاصمة عدن للقيام بالتسجيل في جامعة عدن وكان حينها آخر يوم وفي شهر رمضان المبارك وصلت إلى الشيخ عثمان الساعة 12 ظهرا ومنها اخذت البيجوت الذي ينقل لمدينة الشعب موقع الإدارة العامة للقبول والتسجيل وقد وجدت المبنى يكاد يكون خالي من الموظفين بعد مغادرتهم ووقفت أمام البوابة الشرقية(المكتبة المركزية حاليا ) فقال لي الحارس لماذا أتيت فقد انتهى الدوام والتسجيل أيضا فقد تأخرت كثيرا وفجاه شاهدت سيارة كراسيدا بيضاء يقودها د عبدالمجيد عبدالله عراسي مسجل عام جامعة عدن فسألني ماذا تريد ومن أين اتيت هذه اللحظة. فقلت أتيتك من ريف لودر بغية التسجيل والالتحاق بالجامعة وقد كان سبب تأخيري انني مرافق لوالدي المريض بالريف. اخذ ملفي من يديا وكتب فوق الملف الأخت السكرتيرة تصرف له استمارة التحاق بالجامعة وقال لي وقتها اذهب لمكتبي وأحضر الاستمارة حتى امضي واختم لك فوقها وبذلك يستكمل ملفك. وقد انتظرني بسيارته أمام البوابة قرابة خمس دقائق وعدت إليه سريعا فقال لي مداعبا مبروك يا بدوي. كلمة ترن في أذني حتى يومنا هذا. التحقت بكلية الحقوق وصرت أستاذا بها وتقلدت مواقع هامة بفضل تلك الاستمارة والموقف المشرف من استاذي ووالدي د عبدالمجيد عراسي. بفضل تلك الاستمارة وتوفيق من الله صرت محامي مترافع أمام المحكمة العليا للجمهورية وصرت قاضي كما صرت بعدها استاذ القانون الجنائي المشارك بكلية الحقوق جامعة عدن. مواقف عده ربطتني بالدكتور عبدالمجيد عراسي وبعد أن خدمني وقرات أسمه تبين لي انه والد زميلتي بثانوية بلقيس د ميرفت عبدالمجيد. فقد خدمني ولم يكن يعرف هذا ولا علم لي بانه والد زميلتي إلا من الختم الخاص به. جمعتني به لقاءات عده منها في حج 2012م التقيته بأطهر بقاع الأرض في عرفه فقد كان حاجا عن أخيه محمود عبد الله عراسي محافظ عدن السابق. كنت أزوره باستمرار لمنزله في منطقة المنصورة رجل كريم ومضياف فقد تبعثرت الكلمات ولم أجد ما أقوله في عمي د عبدالمجيد عبدالله عراسي أبو المهندس محمود. غفر الله له واسكنه فسيح جناته وتعازيي القلبية لنجله محمود ولأمي الغالية أم محمود الذي كثيرا ما تخاطبني يا ابني. كما اعزي زميلتي د ميرفت عراسي وزميلتي المهندسة دكتوره منيه عراسي واسرته الكريمة وال عراسي جميعا في محافظة عدن.