تنسب مقولة للامام علي كرم الله وجهه أنه قال : "لو كان الفقر رجلا لقتلته " لا يختلف اثنان إطلاقا على النتائج الكارثية التي يسببها الجوع والفقر على الفرد والمجتمع . فالفقر والجوع من أخطر وأعقد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ذلك أنه ليس هناك ما أشد إيلاما للعقل والقلب والضمير والنفس من ألم الجوع وسياط الحاجة والشعور بالمهانة . فالجوع كما يقال كافر .. بمعنى أن الإنسان لأجل أن يسد رمق عيشه ربما اضطر إلى أن يبيع ضميره ويترك دينه ويضحى بقيمه ويتنازل عن مبادئه وينحرف عن جادة الصواب . لأنك هنا من المستحيل أن تقنع جائعاٌ بالحديث عن التدين والوطنية والقيم والمبادئ والأخلاق وسياط الجوع تلهب معدته ومنظر أولاده وهم يتضورون جوعا يقطع نياط قلبه .. ولهذا نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم من خطورة هذه الآفة فقال : (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ) فيا تحالف عاصفة الأمل ... نحن نخاطبكم لأنكم أنتم المتحكمون بمقاليد الأمور وسير الأحداث في اليمن وتقع على عاتقكم مسؤلية أخلاقية تجاه الشعب المسكين بعيدا عن المناكفات السياسية والابتزاز الرخيص . دعوكم من الأحزاب والتكتلات والقوى السياسية وووو .. تصارعوا تناطحوا ... تبادلوا القبلات تراشقوا بالتهم ..ِ.فذاك شأنكم .. لكن أن تصل الأمور إلى أن يؤذى المواطن فيما يسد رمق عيشه ... فهذا أمر في غاية الامتهان والاستحقار والاستخفاف بإنسانية الإنسان اليمني . اليوم الغلى يطحن المواطن ويسحق كرامته ويهين آدميته وينتقص من إنسانيته. ماذا بقي اليوم للمواطن من العيش الكريم... هل تعملون أن هناك شريحة كبيرة جدا في المجتمع من المتقاعدين لا تزيد رواتبهم عن أربعين ألف ريالا بل أن هناك من يتقاضى أقل من ذلك ؟ هل تعلمون أن كيس الأرز وصلت قيمته إلى أربعين ألف ريالا ؟ وهل تعلمون يا تحالف إعادة الأمل أن قرص الروتي بثلاثين ريالا ؟ هل تعلمون أن هناك أسراً لا تجد ما تقتات به ؟ وأن هناك أسراً بالكاد تجد وجبة واحدة في اليوم ؟ وهناك أسر تموت جوعا ناهيك عن الأمراض التي تفتك بالمواطن بلاهوادة ولا رحمة ولا شفقة. هل تعلمون أن آمالنا قد تحطمت على أسوار عاصفة الأمل ؟ وأحلامنا قد تبخرت على أعتاب وعودكم الكاذبة لنا ؟ وأن طموحاتنا قد ذبحت على أبواب مصالحكم الضيقة ؟ ألا تستمعون إلى تقارير الأممالمتحدة التي تقرع نواقيس الخطر محذرة من الوضع في اليمن الذي تعيش أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث . أدركوا المواطن الذي لم يعد يهمه شيء في الحياة لأنه فقد كل شيء ِ أنقذوا البطون الجائعة لأن الجوع كافر إياكم والاستخفاف بمعاناة الجائعين التي أصبحت لاتطاق .. لاتحاولوا أن تمتحنوا صبر الجائع لأنه لو نفد صبره لا يبالي بمآلات الأمور . إننا اليوم نناشد ضمائركم إن كان هناك وازع من ضمير. إننا نخاطب قلوبكم إن كان فيها قليل من الرحمة . إننا نخاطب عقولكم إن كانت تدرك معنى ودلالات كلمة (الجوع ) . نناشدكم الله أن تلتفتوا إلى معاناة المواطن .. أطلقوا رواتب الموظفين!! اعملوا على توفير الخدماتهم الضرورية للمواطنين . لأن عليكم واجباً أخلاقياٌ وشرعياٌ وقانونياٌ لأنكم أنتم المتحكمون في مسار الأحداث في اليمن .. وإلا خلوا بيننا وبين رئيسنا وحكمومته ليعودوا إلى أرض الوطن حتى نتمكن من مخاطبتهم ومسائلتهم ومحاسبتهم ونقدهم . أملنا كبير في سرعة إتخاذ إجراءات من شأنها أن تخفف من معاناة الشعب وتنقذ ما يمكن إنقاذه من حياة المواطن .